يتشرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون بإحاطتكم علماً بنتائج الزبارة الرسمية التي قام بها إلى روسيا يوم الجمعة 28 يونيو 2013 والتي تميزت بالمباحثات التي تم إجراؤها مع السيد سيرغي لافروف، وزير الشؤون الخارجية الروسي، والسيد إلياس أوماخانوف، نائب رئيس المجلس الفدرالي الروسي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة كان قد تم الاتفاق عليها مبدئيا غلى هامش اللقاءات التي أجرتها البعثة الموفدة من قبل صاحب الجلالة إلى الرئيس الروسي، السيد فلادمر بوتين، شهر أبريل المنصرم.
ومن بين أهداف هذه الزبارة التأكيد على الإرادة الراسخة للمملكة المغربية في تطوير العلاقات بين البلدين من خلال تعميق المشاورات السياسية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية تنفيذاً للشراكة الاستراتيجية المبرمة سنة 2002.
ومعلوم أن هذه الزبارة جاءت غداة الزيارة التي قام يها وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، إلى موسكو يوم 25 يونيو 2013.
وقد لمست خلال اللقاءات الرسمية والودية التي جمعتني بالمسؤولين الروس مدى الثقة والمصداقية التي يحظى بها المغرب لديهم واستعدادهم الكامل لتطوير التعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطاقية والعسكرية والامنية، سواء على المستوى الثنائي أو الجهوي والإفريقي أو الدولي وداخل المنظمات الدولية.
وفيما يلي ملخص لما تمخضت عنه هذه المباحثات مع المسؤولين الروس:
على المستوى الثنائي:
إرادة واضحة للمسئولين الروس في تعزيز علاقات متعددة الأبعاد مع المملكة؛
تقدير عال للإصلاحات التي يقودها جلالة الملك على الأصعدة المؤسساتية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي جعلت من المغرب واحة استقرار وبلداً نموذجاً في محيطه الإقليمي؛
امتنان الجانب الروسي لجلالة الملك على الالتفاتة الودية بموافقته السريعة على قبول اعتماد السفير الروسي الجديد؛
تقدير جهود المغرب لإيجاد حل سياسي للنزاع حول الصحراء المغربية، وتأكيد الجانب الروسي على مركزية المفاوضات للوصول إلى حل متوافق عليه في إطار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛
تأكيد الرفض المبدئي الروسي لإقحام مجلس الأمن في قضايا حقوق الإنسان ارتباطاً بمشروع توسيع صلاحيات « المينورسو »، علما أن الأمم المتحدة لديها هيئات متخصصة في الموضوع وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان بجنيف؛
تعبير السيد لافروف عن استعداد روسيا للوساطة بين المغرب والجزائر ولو بشكل سري إن اقتضى الأمر لإيجاد حل للخلافات بين البلدين؛
تنويه بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبكون المغرب أول شريك اقتصادي لروسيا عربياً وإفريقياً؛
تأكيد الجانب الروسي على دور المغرب كشريك أساسي على المستوى الإقليمي؛
تعبير الجانب الروسي عن بالغ اهتمامه بتطوير التعاون العسكري مع المغرب في مجالات التكوين والتسلح ورغبتهم في توقيع اتفاق مع المملكة يهم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة؛
قبول السيد لافروف للدعوة بزيارة المغرب قبل نهاية العام الجاري؛
الاتفاق على عقد الدورة الخامسة للجنة المشتركة بالرباط نهاية العام الجاري والتوقيع على عدة اتفاقيات تهم على الخصوص الحماية المتبادلة للاستثمارات وتشجيعها، وتسهيل الخدمات الجوية؛
نجاح هذه الزيارة في وضع الأسس لرؤية واضحة على مستوى العلاقات بين البلدين وامتلاك خارطة طريق لتطويرها.
على المستوى متعدد الأطراف:
تأكيد السيد لافروف على مشاطرته المغرب في تحليله للأوضاع في مالي، وتقديره للدور الإيجابي الذي اضطلع به المغرب في هذا الصدد على مستوى مجلس الأمن وعلى المستوى الإقليمي؛
تنويه الجانب الروسي بالمبادرات الداعمة للقضية الفلسطينية والتي يقوم بها جلالة الملك من خلال لجنة القدس بصفته رئيساً لها، ومن داخل منظمة التعاون الإسلامي التي تعتبر روسيا عضواً ملاحظاً فيها؛
تعبير السيد لافروف عن عدم الرضى حيال الموقف الأمريكي المتراخي في استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و »الإسرائليين »، وانتقاده للمقاربة الأحادية للولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وللعرقلة والتماطل « الإسرائيلي » من جهة أخرى.
تطابق موقفي البلدين في عدة نقاط بالنسبة للأزمة السوربة ومنها على الخصوص: التوقف عن إراقة دماء الشعب السوري، والحفاظ على وحدته الوطنية، وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل عسكري، وتأييد انعقاد مؤتمر « جنيف 2 » .