لمّا قلنا أن المغرب لم يعلم رسمياً دخوله في الحرب ضد الشعب الصحراوي لسبب أنه غير مستعد، كنا قد ركزنا لإثبات وجهة نظرنا على الجانب الاقتصادي والأزمة الخانقة التي يمر بها وعلى عدم تحمس الحلفاء لدعمه مالياً نتيجة انخراطهم في حروب تستنزفهم يومياً، ونقصد هنا الإمارات والسعودية.
اليوم، سلطت صحيفة الإسبانيول في مقال مطول لها الضوء على جانب آخر أكثر أهمية يؤكد عدم جاهزية المغرب عسكرياً ورفضه بالتالي خيار الحرب. وذكرت الصحيفة أن المغرب يسعى حالياً لتجنيد آلاف المهاجرين الأفارقة الموجودين على أرضه والزج بهم في المعارك ضد جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مغربية مطلعة أن هناك مساعٍ حثيثة لتغيير قانون الجنسية المغربية، بما يسمح بتجنيس المهاجرين الأفارقة ونقلهم للقتال ضد الصحراويين.
إنها خطوة غير إنسانية وغير مسؤولة تسعى من خلالها الحكومة المغربية إلى استغلال ظروف هؤلاء المهاجرين وابتزازهم بالتجنيس مقابل حمل السلاح ضد شعب إفريقي محتلة أرضه.
ومما ورد في مقال الصحيفة الإسبانية: « على وجه التحديد كان نقص القوات في الجيش الملكي واضحاً في عام 2018، عندما اضطر المغرب إلى وقف مشاركته العسكرية التي تم القيام بها لإرضاء السعودية لمحاربة اليمنيين، بسبب حالة التأهب للتوتر في الصحراء الغربية. كما أن التعزيزات العسكرية في تلك المنطقة كانت أمراً معتاداً في وقت التجديد السنوي لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) ».
فأي جيش هو الذي يعجز عن القتال ليستغل معاناة المهاجرين ويزج بهم في حروب لا ناقة لهم ولا جمل فيها؟ بربي إنه سلوك العصابات والميليشيات وليس
الجيوش.
لبشير محمد لحسن
المصدر : الحراك