Maghreb scoop

تسريبات كريس كولمان: صراع بين الدبلوماسية الرسمية و لادجيد؟

القراءة التحليلية لمختلف الإميلات المسربة من طرف كريس كولمان تتضمن العديد من المؤشرات حول « صراع صامت » بين معسكر الدبلوماسية الرسمية و أحمد الشرعي و لادجيد من جهة أخرى.

فقد صادف إعتقال أحمد الشرعي في الولايات المتحدة في الليلة ما بين 14 و 15 شتنبر 2011 على خلفية قضية تهريب أموال (ما يزيد عن 20,000 دولار) إعفاء السفير المغربي في الولايات المتحدة آنذاك عزيز مكوار (أعفي يوم 16 شتنبر 2011). و تبين في تبادل الإميلات أن أحمد الشرعي و زوجته إشتكو من تصرف عزيز مكوار إيزاء هذه القضية, إذ يبدو بحسبهم أنه لم يفعل « اللازم » لإخراج أحمد الشرعي من السجن.

و في إيميل آخر, هذه المرة موجه من عزيز مكوار إلى الكتابة العامة للخارجية المغربية, نبه مكوار الوزارة إلى ضرورة إحترام الأصول الدبلوماسية في عمل مأجوري اللوبي الذين تستخدمهم La DGED عبر أحمد الشرعي. فقد أخبر مكوار أن بعضا من هؤلاء يتكلمون بإسم المغرب و هم أجانب كما يحضرون لقاءات مع أعضاء مجلس الشيوخ يتكلمون فيها بإسم البلد بدون علم أو حضور ممثلين عن السلك الدبلوماسي الرسمي. و أكد على ضرورة التنسيق بين الدبلوماسية الرسمية و هؤلاء و ضرورة أن يتبنى الطرفان نفس الخطاب و الحجج.

Fatima Kurtz

و في إيميلات عديدة موجهة من الشرعي إلى مراد الغول (DGED) يبدو أنه يحاول أن يقنعهم بسوء تعامل السلك الدبلوماسي الرسمي في واشنطن مع القضية المغربية. و عزيز مكوار و الدبلوماسية الرسمية هم من يستخدمون Ed Gabriel و منظماته « Morocco on the Move » و كذلك Moroccan American Center. و لا يخفي الشرعي إنتقاداته لهذا الشخص. ففي إحدى الإميلات التي بعثت بها المدعوة Fatima Kurtz و التي تسمي نفسها أيضا فاطمة الزهرة الراشيدي و هي سكريتيرة Ed Gabriel, إلى فؤاد عريف و هو يشتغل لدى الشرعي في مجلته و طلبت منه توضيحات بشأن الصحافي الأمريكي Richard Miniter و سألته إن كان يعرف لماذا يكتب هذا الصحافي الأمريكي دائما عن الصحراء و البوليساريو. فقام الشرعي ببعث نسخة من هذا الإميل إلى مراد الغول مع التعليق التالي:

كما يظهر من خلال مراسلات أخرى أن الصحفيان الأمريكيان Richard Miniter و Joseph Braude يتلقون أموال من أحمد الشرعي. سواء بتحويلات بنكية أو بتسليمهم الأموال في أظرفة. كما تلقو هدايا عديدة منه و نزلو في فنادق فخمة في المغرب ك Royal Mansour و La Mamounia على حساب الشرعي و لادجيد من وراء ذلك. بل إن Richard Miniter يظهر في إحدى الإميلات و هو يطالب ب 20,000 دولار بعد مقال كتبه في Forbes يشيد فيه بإصلاحات الملك محمد السادس. و طالب في مواضع أخرى ب 60,000 دولار لمساعدته على الإنتقال إلى شقة أخرى.

و في مارس 2008 عندما إستغنى ال Moroccan American Center عن خدمات اليهودي الأمريكي Keith Zakheim لأسباب مادية حيث أخبروه أنهم ليس لديهم الميزانية الكافية لكي يستمرو في دفع أجر له. سارع الشرعي إلى مراسلة ياسين المنصوري مقترحا أن « يشغلو » عندهم Keith. أي أن يصبح ممن يشتغلون عبر الشرعي عوض منظمة Ed Gabriel. و أضاف ما معناه أنه يمكن أن يوظب ثمنا يناسب الطرفين (أي لادجيد و Keith Zakheim) قبل أن يضيف أن Keith هو إبن Dov Zakheim. و الأخير ينتمي لليمين المتطرف الأمريكي (Neo-con) و هو من اليهود المتشددين معروف بمواقف حادة إتجاه المسلمين و الفلسطنيين. و الأخير صديق حميم للشرعي على ما يبدو و كان ممن حاول أن يتدخل في صالحه عندما إعتقلته الشرطة الأمريكية على خلفية قضية تهريب الأموال.

(الصورة: Dov Zakheim)

و بعد خروج أحمد الشرعي من السجن بعث بإميل إلى John Hamre يشتكي فيه بلغة إنجليزية شبه-مفهومة من تصرف السفير المغربي آنذاك عزيز مكوار و يتسائل إن كان الأخير « يحسده » على « نجاحه » المادي في « االصحافة ».

و كل هذا يدل على تنافس إن لم تكن عداوة بين أحمد الشرعي و الدبلوماسية الرسمية المغربية. بل ربما تنافس بين La DGED و الخارجية المغربية. و كان من المعلوم منذ مدة أن المسير الحقيقي لوزارة الخارجية هو جهاز المخابرات الخارجية لادجيد الذي يشرف عليه زميل الملك محمد السادس في الدراسة ياسين المنصوري بينما تكتفي وزارة الخارجية بتحمل « وزر » إنتقادات العوام إتجاه العمل الباهت للدبلوماسية المغربية و تحمل مسؤولية الإخفاقات المدوية رغم إنفاق الأموال الطائلة.

Quitter la version mobile