إشكالية وجود المغرب في مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة

مذكرة سرية مكتوبة في 4 نوفمبر 2013 تتعلق بإشكالية الوجود غير القانوني للمغرب ضمن مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة رغم عدم كونه عضوًا في الاتحاد الإفريقي.

مذكرة إلى السيد الوزير

الموضوع: إشكالية وجود المغرب في مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة

إشارة إلى رسالة سفيرنا، الممثل الدائم حول مسألة وجود المغرب في مجموعة إفريقيا بنيويورك، يسرني أن أخبركم أنه نظرًا لتصاعد الموقف الجزائري بعد انعقاد المؤتمر الإفريقي في أبوجا بشأن « دعم الشعب الصحراوي »، فإن الجزائر وجنوب إفريقيا لن تفوتا فرصة إثارة نقاش خلال الأشهر المقبلة حول وجود المغرب في مجموعة إفريقيا، ومبرراته، وشرعيته، فضلاً عن الوضع الحالي لوجود المغرب ضمن هذه المجموعة الإقليمية.

  1. إشكالية وجود المغرب في مجموعة إفريقيا

يستمد وجود المغرب ضمن مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة شرعيته من انتمائه إلى مجموعة الدول الإفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة ومن كونه عضوًا مؤسسًا في منظمة الاتحاد الإفريقي (OUA).

تعتبر مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة، على غرار المجموعات الإقليمية الأخرى الأربع، غير مرتبطة بالاتحاد الإفريقي (UA). في الواقع، فقط الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تتولى رئاسة مجموعة إفريقيا وفقًا للدورة المحددة من قبل المجموعة (شهر أو ثلاثة أشهر) في نيويورك، جنيف، فيينا أو بروكسل، تشارك في اجتماعات هذه المجموعة.

وبناءً على قرار المغرب بعدم دعوة الاتحاد الإفريقي لحضور الاجتماع الوزاري في مراكش الخاص بإنشاء منظمة التجارة العالمية (OMC) في عام 1995، ونتيجة لمناورات الجزائر، قررت تمثيلية الاتحاد الإفريقي في جنيف تأجيل دعوة المغرب لحضور اجتماعات مجموعة إفريقيا في جنيف.

منذ ذلك الحين، وحتى عام 2003، كان المغرب يشارك بصفة غير منتظمة في اجتماعات مجموعة إفريقيا، مما أتاح للجزائر استغلال هذه الفرصة لتولي المسؤوليات ضمن هذه المجموعة ودفع الحجة بأن فقط الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي معنية باجتماعات مجموعة إفريقيا.

في عام 2004، قرر المغرب إعادة الانضمام إلى مجموعة إفريقيا في جنيف والمشاركة في اجتماعاتها، متحديًا الجزائر، مع الاستناد إلى الحجج التالية:

  • المغرب هو عضو كامل العضوية في مجموعة إفريقيا. يتم تقديم ترشيحه من قبل مجموعة إفريقيا لعضوية المنظمات الدولية كدولة تمثل إفريقيا؛
  • الاجتماعات ضمن تمثيلية الاتحاد الإفريقي في جنيف ليست اجتماعات مؤسسية. على العكس، هي ذات طابع سياسي تعنى بالخبراء والسفراء لمراجعة والمصادقة على التصريحات التي تقدمها الوفود باسم مجموعة إفريقيا؛
  • المغرب قام بتوجيه الرئيس والمنسقين لمجموعة إفريقيا حول المواضيع التي تعبر عنها هذه المجموعة. وقد حذر المغرب كبار المسؤولين في الهيئات الأممية في جنيف من أن أي تصريح لا يشارك فيه المغرب لا يمكن أن يمس مجموعة إفريقيا بكامل أعضائها، للحفاظ على وحدة المجموعة؛
  • المغرب لم يتلقَ أبدا إشعارًا من الأمم المتحدة بشأن عدم عضويته في مجموعة إفريقيا.

أمام هذه الوضعية، اقترحت الجزائر أن يشارك المغرب في اجتماعات مجموعة إفريقيا بصيغة « دول أعضاء الاتحاد الإفريقي + المغرب »، وهو ما رفضته الوفد المغربي في جنيف، مؤكدًا أن الاتحاد الإفريقي هو منظمة إقليمية وليس لها أي حق في التدخل في أعضاء مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة.

وبالتالي، منذ عام 2004، كانت استراتيجية المغرب تقوم على شغل الميدان وتولي عدة مسؤوليات ضمن هذه المجموعة، مثل:

  • منسق مجموعة إفريقيا لقضايا حقوق الإنسان، الهجرة، البيئة، المنظمة العالمية للملكية الفكرية، منظمة التجارة العالمية (2005)؛
  • نائب رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (2006)؛
  • منسق مجموعة إفريقيا لمنظمة التجارة العالمية (2013)؛
  • إشكالية وجود المغرب في اجتماعات مجموعة إفريقيا لم تُثار في فيينا، في غياب مكتب للاتحاد الإفريقي في العاصمة النمساوية.
  1. الجدال:

يمكن صياغة حججنا حول العناصر التالية:

  • الاتحاد الإفريقي هو منظمة إقليمية ذات صفة مراقب في الأمم المتحدة؛
  • المغرب هو عضو « كامل العضوية » في مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة ويظهر على قائمة هذه المجموعة منذ تأسيسها؛
  • المغرب تحمل مسؤوليات ضمن مجموعة إفريقيا وكان دائمًا عضوًا نشطًا؛
  • يجب دحض حجة الجزائر بإثبات أنه منذ عام 2005، أصبح المغرب جزءًا من المنطقة الفرعية شمال إفريقيا التي تضم خمس دول أعضاء في الأمم المتحدة (المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا وليبيا)؛
  • بالتالي، فإن ما يسمى بـ « الجمهورية الصحراوية » ليس لها، بأي شكل من الأشكال، الحق في الجلوس، أو التعبير، أو التصويت، أو أن تكون مؤلفة مشتركة لمشاريع قرارات أو قرارات تتعلق بقرارات مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة.
  1. الاقتراحات
  • توعية الدول الإفريقية الصديقة قبيل القمة الإفريقية في يناير 2014، لتجنب أي قرار قد يكون إشكاليًا للمغرب على مستوى تنفيذ قرار القمة؛
  • تقسيم مجموعة إفريقيا قدر الإمكان حول مسألة استبعاد المغرب ودمج ما يسمى بـ « الجمهورية الصحراوية » في المجموعة الإفريقية، والمعارضة لوجودها حتى كمراقب ضمن مجموعة إفريقيا؛
  • شغل الميدان بتولي مسؤوليات ضمن مجموعة إفريقيا تحت غطاء مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة؛
  • إثبات أن هدف المغرب هو خدمة إفريقيا من خلال أعمال توحد وليس إشكالية تتماشى مع التزامات المملكة لصالح إفريقيا مستقرة ومزدهرة؛
  • توعية الأمانة العامة للأمم المتحدة بخطورة وسابقة تغيير تكوين مجموعة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة والتكلفة السياسية لدمج كيان غير معترف به من قبل الأمم المتحدة.

#الصحراء_الغربية #المغرب #الاتحاد_الإفريقي #الأمم_المتحدة #مجلس_الأمن #جبهة_البوليساريو #الجزائر

Visited 1 times, 1 visit(s) today

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*