Étiquette : المغرب

  • المغرب : تقرير حول السياسة الخارجية يونيو 2013

    المغرب : تقرير حول السياسة الخارجية يونيو 2013

    المغرب السياسة الخارجية الدبلوماسية

    توطئة:
    مرت حوالي سنة ونصف على تنصيب الحكومة في ظل متغيرات دولية وداخلية غير عادية. ربيع ديمقراطي هز أرجاء معظم الدول العربية والمغاربية، أدى إلى تغيير كل المعطيات الجيوسياسية للمنطقة، حيث سقطت عدة أنظمة دكتاتورية بعد ثورات شعبية استمرت ما بين 23 يوماً إلى السنة والسنتين في تونس وليبيا ومصر واليمن. ولا زال الشعب السوري يسطر ملحمته بعد تجاوز الشهداء عتبة 70 ألف شهيد وأضعاف هذا الرقم من الجرحى والمشردين والمهجرين بعد أزيد من سنتين من بدء الثورة، وتفاقم الوضع بعد التدخل المباشر لدول وتنظيمات إقليمية، بشكل ينذر بدخول المشرق العربي، لا قدر الله، في حروب طائفية تأتي على الأخضر واليابس وتدخل المنطقة في نفق مظلم يصعب التكهن بنتائجه. ومما يزيد المشهد ضبابية عدم استقرار الأوضاع بالدول التي شهدت التغيير مما يدفع المنطقة نحو المزيد من التأزيم.

    شكل المغرب حالة فريدة في محيطه بإنجازه إصلاحات كبرى في ظل الاستقرار وبأقل الخسائر. حيث كان التجاوب الملكي سريعاً مع مطالب الشارع الذي تحرك في 20 فبراير، وشكل الخطاب الملكي في 9 مارس منعطفاً في مسار التحول الديمقراطي ببلادنا تلاه دستور فاتح يوليو ثم الانتخابات التشريعية يوم 25 نونبر 2011، وصولاً إلى تنصيب الحكومة في الثالث من يناير 2012. ورغم كل العراقيل من داخل وخارج الحكومة التي تعيق تنزيل الإصلاحات الكبرى يبقى المغرب مستقراً نسبياً في محيطه الإقليمي. إلا أن تصاعد مناهضي الإصلاحات ودخولهم في ما يشبه جبهة غير معلنة قد يؤخر الإقلاع الديمقراطي والاقتصادي لبلادنا ويفتح الأبواب على احتمالات يصعب التنبؤ بمآلها.

    على مستوى المحيط الإفريقي شكلت الأحداث في مالي أوج التحولات المأساوية في الساحل والصحراء نحو « الفوضى الخلاقة » التي أصبحت تمتد من القرن الإفريقي شرقاً إلى مشارف الأطلسي غرباً. حيث تم الإعلان عن انفصال منطقة الأزواد وتأسيس « دولة » في شمال مالي. قبل أن يدخل تنظيم القاعدة وعدة جماعات مسلحة على الخط مما أدى إلى سلسلة من الأحداث توجت بالتدخل العسكري الفرنسي مدعوماً بقوات إفريقية بطلب من حكومة مالي. إلا أن هذه الحرب هي بداية وليست نهاية لما يكمن أن يتحول إلى « ساحل-ستان » في منطقة من الشساعة الجغرافية والتعقد الإثني بحيث يكاد يكون مستحيلاً التحكم فيها، وهو ما يفتح هذا فضاء الساحل والصحراء على حقبة حروب العصابات وانتشار المافيات وتحكم الجماعات المسلحة وتفشي القرصنة.. باختصار غياب الدولة والقانون وسيادة الفوضى.

    على المستوى الأوربي شهدت هذه الفترة استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت بشكل واضح على اقتصاديات الدول، وفاقمت من أوضاعها الاجتماعية. وقد شارفت عدة دول على « الإفلاس » المالي. ووصل الأمر إلى طرح بعض دول الاتحاد الأوربي خيار الانسحاب على الأقل من العملة الموحدة.

    في ظل هذا المناخ الدولي والإقليمي والوطني تتحرك الدبلوماسية المغربية للدفاع عن المصالح الاستراتيجية للمغرب وعلى رأسها تحصين الوحدة الوطنية والحفاظ على سلامة أراضي المغرب من خلال العمل على تصفية ملف النزاع حول الصحراء المغربية.

    وفيما يلي تقرير موجز عما تقوم به الدبلوماسية المغربية في إطار مهامها واختصاصاتها القانونية.

    I- الهيكل التنظييمي للوزارة:
    الوزير
    الوزير المنتدب
    الكتابة العامة
    المفتشية العامة 
    المديرية العامة للعلاقات الثنائية والشؤون الجهوية   DG/7    
    مديرية المغرب الكبير وشؤون اتحاد المغرب العربي
      مديرية المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية
    مديرية الشؤون الإفريقية
    مديرية الشؤون الآسيوية والأوقيانوس       
      مديرية الشؤون الأوربية
      مديرية الاتحاد الأوربي والمسلسلات المتوسطية
    مديرية الشؤون الأمريكية
      المديرية العامة للقضايا المتعددة الأطراف والشاملة  DG/8
      مديرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية
      مديرية التعاون المتعدد الأطراف والشؤون الاقتصادية الدولية
    مديرية القضايا الشاملة
         المديرية العامة للتنمية الاقتصادية والعمل الثقافي والدبلوماسية العامة   DG/9 
    مديرية التنمية والتعاون الاقتصادي
    مديرية التعاون والعمل الثقافي
    مديرية الدبلوماسية العامة والفاعلين غير الحكوميين   
         مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية     
         مديرية الشؤون القانونية والمعاهدات       
         مديرية التشريفات           
         مديرية الموارد البشرية 
         مديرية الشؤون المالية ونظم المعلومات واللوجستيك
    II- الأولويات الدبلوماسية المحددة في البرنامج الحكومي:

    1. قضية الوحدة الترابية

    تميزت هذه الفترة بحركية دبلوماسية همت مختلف المجالات، إلا أن البوصلة الموجهة للسياسة الخارجية للمملكة تبقى دون منازع هي قضيتنا الوطنية الأولى، وعليها مدار كل الملفات، وقد قام المغرب بعدة مبادرات، واتخذ عدة إجراءات أثرت إيجابا على مسار القضية، يمكن تقصيها كما يلي:

    أ- على الصعيد الدولي:

    ترأس مجلس الأمن والذي لا يتاح إلا مرة في 20 سنة تقريباً، وقد كان للمغرب برنامج تضمن على الخصوص مناقشة القضية المالية وتم استصدار قرار أممي في الموضوع. بالإضافة إلى بيان رئاسة المجلس الذي أصدره المغرب. وهو ما يقوي الحضور المغربي في الملفات الدولية ويعطي المغرب رصيداً دبلوماسياً ومصداقية دولية تساعدنا في الدفاع عن قضيتنا الوطنية بشكل فعال وغير مباشر.

    نفس الشيء بالنسبة لاحتضان مؤتمر أصدقاء سوريا في دورته الرابعة بمراكش والذي حضرته حوالي 114 دولة، يشكل واجباً أخوياً وتضامنا إنسانياً مع مأساة هذا الشعب كما أنه دعامة للحضور الدبلوماسي للمغرب.

    شكل قرار سحب الثقة من كريستوفر روس الحدث الأبرز خلال هذه الفترة، باسترجاع الدبلوماسية المغربية لزمام المبادرة، خاصة بعدما تبين لنا تآكل مسار المحادثات غير الرسمية وفراغها من المحتوى الذي وجدت من أجله، وعدم التزام المبعوث الشخصي للأمين العام بالحياد والموضوعية ومحاولته التدخل لتوسيع مهمة « المينورسو ». وكنتيجة لهذا الإجراء، أعيد تأطير مهمة المبعوث الأممي وفقاً لمحددات تراعي الملاحظات التي أبداها المغرب في مذكرته الموجهة إلى الأمين العام، السيد بان كي مون. ومن ضمن هذه الملاحظات حصر مهمة الوسيط الأممي في تيسير الوصول إلى حل سياسي واقعي ومتفق عليه وفقاً لمنطوق القرار الأممي المشار إليه أعلاه. بالإضافة إلى فصل المسارات السياسية والحقوقية وإجراءات بناء الثقة عن بعضها البعض، عكس ما كان يدفع باتجاهه المبعوث الخاص من توسيع لصلاحيات « المينورسو »، لتشمل بصفة خاصة الحقل الحقوقي. كما أن من بين نتائج إجراء سحب الثقة، إعلان الوسيط الأممي الشروع في تقييم شامل لخمس سنوات من المفاوضات بجولاتها الأربعة الرسمية والتسعة غير الرسمية، من أجل انطلاقة جديدة، لإيجاد حل سياسي متوافق عليه. وخلال الاتصال الهاتفي، الذي جرى في نونبر الماضي، بين صاحب الجلالة والأمين العام للأمم المتحدة قدم هذا الأخير ضمانات حول مهمة مبعوثه الشخصي، « كريستوفر روس »، الذي عاد لزيارة المنطقة وفق منهجية جديدة تبنت معظم الملاحظات التي قدمها المغرب عند سحبه للثقة من روس. وينبغي هنا أن نوضح بأن القرار الذي اتخذه المغرب بعد تقييم طويل للمسار ومشاورات دامت قرابة السنة، يشكل نقطة تحول حاسمة لإيقاف الاستنزاف الممنهج من الأطراف الأخرى للمقترح المغربي، ومحاولة تهريب المفاوضات من عمقها السياسي، نحو قضايا جانبية تخدم أجندة الطرف الآخر الذي يتخذ من هذه القضية ورقة لحساباته الداخلية الضيقة وطموحاته الإقليمية غير المعلنة. وبهذه الخطوة تكون الدبلوماسية المغربية في طور الخروج من موقع ردود الفعل إلى موقع الفعل الإيجابي نحو حل سياسي يعيد الاعتبار للمبادرة المغربية بوصفها حلاً وسطاً، تقدم به المغرب لإخراج المفاوضات من المأزق الذي آلت إليه، وليحفظ ماء الوجه للأطراف الأخرى في إطار السيادة الوطنية للمغرب ووحدته الترابية. كما أن هذا الحل يكتسب راهنيته لكونه يجيب عن إشكالات الانفصال التي تفجرت في المنطقة في مالي ودارفور وغيرها من المناطق في إفريقيا.

    إحباط محاولة توسيع صلاحيات المنورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، وانتهاء الأزمة بتعديل صيغة المشروع الذي تقدمت به الولايات المتحدة.

    صدور القرار 2099 يؤكد ما جاء في القرار السابق 2044 الذي أشاد بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي والتقدم المسجل في احترام حقوق الإنسان وافتتاح فرعين للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالصحراء. كما دعا الطرفين للدخول في مفاوضات جادة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه وطلب من مفوضية شؤون اللاجئين، إحصاء ساكنة المخيمات في تندوف.

    زيارة « أديس أبابا » للقاء رؤساء ووزراء خارجية عدة دول إفريقية على هامش انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي لتعزيز العلاقات مع مختلف الدول الإفريقية ولإيصال موقف المغرب من قضية الصحراء المغربية وحتى لا تترك الساحة خالية للخصوم.

    الوقوف إلى جانب كتلة من الدول الإفريقية الصديقة التي أحبطت مخططات الخصوم لإعادة ملف الصحراء إلى الاتحاد الإفريقي. ولأول مرة دافعت الدول الصديقة للمغرب بشكل جماعي في مواجهة الكتلة المناوئة للمغرب والتي تتصدرها الجزائر وجنوب إفريقيا.
    عقد الجولة التاسعة من المحادثات غير الرسمية مع الانفصاليين في مانهاست، ولم يتحقق أي تقدم ملموس بسبب تشبث الأطراف الأخرى بأطروحات متجاوزة.

    قرار الجمعية العامة رقم َA/RES/67/4 واللجنة 24، الذي أكد على ضرورة دخول الطرفين في مفاوضات مباشرة لحل النزاع المفتعل حول الصحراء تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى الانخراط بجدية في المفاوضات مع التحلي بالواقعية وروح التوافق.
    تجميد الاعتراف من طرف دولة ساوطومي وبرينسيبي بالكيان الوهمي.

    ب- على الصعيد الوطني :

    عقد خمس اجتماعات مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب واثنتين بمجلس المستشارين،. بالإضافة إلى الحضور المكثف في البرلمان للإجابة على الأسئلة الشفهية في الجلسات العمومية.

    و في إطار المقاربة التشاركية والديمقراطية لقضيتنا الوطنية، عقد بمقر الوزارة اجتماع مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية لوضعهم في الصورة حول قرار المغرب سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وخلفياته. كما عقد اجتماع آخر غير رسمي مع مجموعة من مراكز الدراسات الإستراتيجية بالمغرب في إطار الخطوات الأولى للبحث عن صيغ فعالة لإشراك أكبر قدر ممكن من الفاعلين غير الحكوميين في بلورة إستراتيجية وطنية للسياسة الخارجية وحماية الوحدة الوطنية والترابية للمملكة.

    فيما يخص المدينتين المغربيتين السليبتين، سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، يجب التذكير بأنه نظرا للظروف السياسية الراهنة، فقد حافظنا على منهجية الدبلوماسية المغربية التي ما فتئت تذكر السلطات الاسبانية، بالمواقف المغربية الثابتة وبمضمون وروح الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، منذ صدور التصريح المشترك بينهما في أبريل من عام 1956، بخصوص احترام الوحدة الترابية للمغرب. ولا تتوانى الوزارة في إثارة هذا الموضوع بكل مسؤولية مع الجهات الإسبانية في اللقاءات الثنائية.

    كما يسجل المغرب، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، تحفظاته بمختلف المحافل الدولية، في كل المعاهدات والاتفاقيات التي يبرمها مع الاتحاد الأوربي ضمانا لعدم الإخلال بالموقف القانوني للمغرب من قضية سبتة ومليلية، وذلك منذ انضمام اسبانيا للمجموعة الأوربية سنة1986.

    2. العلاقات الثنائية و الإقليمية:

    تنفيذا للبرنامج الحكومي، اشتغلت الدبلوماسية المغربية وفقاً لمقاربة جديدة حددت الأولويات في السياسة الخارجية للمغرب حسب الدوائر التالية: دائرة الانتماء، فدائرة الجوار، ثم دائرة الشراكة.

    أ- دائرة الانتماء:

    الفضاء المغاربي:

    انطلاقا من المقتضيات الدستورية ومن البرنامج الحكومي ومن التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة كثفت الدبلوماسية المغربية خلال هذه الفترة جهودها من أجل تعزيز العلاقات الثنائية مع البلدان المغاربية، كما ساهمت بشكل فعال في العمل المغاربي المشترك.

    على الصعيد الثنائي :

    تبادل كبار المسؤولين المغاربة ونظرائهم في البلدان المغاربية الزيارات، أعادت الدفء للعلاقات المغاربية، نذكر منها على الخصوص: زيارة الرئيس التونسي ولوزير الأول الليبي لبلادنا وزيارة رئيس الحكومة إلى تونس وكذا الزيارة التي قمت بها إلى كل من الجزائر وموريتانيا.

    وشكلت الزيارة التي قمت بها إلى الجزائر، وهي أول زيارة لي إلى الخارج، إشارة سياسية قوية. وقد تلتها زيارة وزير الخارجية الجزائري، وتم التوقيع على مذكرة إحداث آلية للتشاور السياسي بين البلدين، تبعتها زيارات أخرى لوزراء في قطاعات أخرى.
    ومع تونس عقدت الدورة الـ17 لأشغال اللجنة الكبرى المشتركة المغربية التونسية بالرباط، أسفرت عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت مختلف مجالات التعاون بين البلدين.

    على الصعيد الإقليمي:

    حرص المغرب على المشاركة في جميع الاجتماعات التي برمجت في إطار أجهزة الاتحاد، بهدف المساهمة في تسريع وتيرة الاندماج المغاربي ويتجلى ذلك في:
    1. احتضان بلادنا لأشغال مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي والذي أثمر عن إعلان تونس استضافة القمة المغاربية.
    2. المشاركة في الاجتماع الأول لوزراء الشؤون الدينية بنواكشوط.
    3. المشاركة في الاجتماع الوزاري للبنية الأساسية بالعاصمة الموريتانية.
    4. المشاركة في الاجتماع الوزاري الخاص بالقضايا الأمنية المنعقد بالجزائر.
    5. المشاركة في المؤتمر الوزاري الإقليمي حول أمن الحدود المنعقد بطرابلس.
    6. مواصلة إجراءات إنشاء المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية.
    7. انعقاد اجتماع وزراء الداخلية بالمغرب وإرساء آليات التعاون الأمني.

    – العالم العربي:

    انطلاقا من انتمائه العربي الإسلامي عمل المغرب على تعميق أواصر هذا الانتماء من خلال تقوية علاقاته مع الدول العربية والإسلامية، ومواصلة دفاعه عن قضاياها المصيرية، والتأكيد على الأهمية الإستراتيجية للبعد الاقتصادي في تعزيز التضامن العربي والإسلامي.

    على المستوى الثنائي:

    شكلت الزيارة الملكية إلى أربع دول خليجية (السعودية والكويت والإمارات وقطر) والأردن، ابتداء من 16 أكتوبر 2012، الحدث الأبرز خلال هذه الفترة في العلاقات المغربية العربية، بالنظر إلى الدفعة القوية التي أعطتها للشراكة الإستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي.
    عرفت العلاقات الثنائية مع العديد من البلدان العربية تفعيل آليات التعاون الثنائي (لجن التشاور السياسي والاستراتيجي والتنسيق القطاعي) مع كل من مصر والسودان وسلطنة عمان، في حين ينتظر أن تلتئم اللجان العليا المشتركة مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت. كما تم تبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم في المشرق (السودان والعراق ومصر) والخليج ( قطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت) على مختلف المستويات، مما ساهم في تعزيز مسارات التعاون الثنائي.

    على المستوى الاقتصادي

    عرفت هذه الفترة قيام بعثات اقتصادية وتجارية مغربية بزيارات عمل لكل من السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، لتحفيز العلاقات الاقتصادية. و في هذا الصدد، فقد تم الترخيص للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات بالبدء في ممارسة نشاطها انطلاقا من أبوظبي. كما ساهمت دولة قطر بنسبة 50 % (14 مليون دولار) في تمويل مشروع بناء المقر الجديد للمعهد العالي للقضاء في منطقة Technopolis بالرباط.

    وفي المقابل، كان الحضور المغربي في هذه العلاقات مع دول الخليج نوعيا حيث استفادت بعض دول الخليج الشقيقة من الخبرات المغربية في ميادين الإعلام والفلاحة والثروة السمكية والقضاء والمالية والتربية والتعليم والشأن الديني والعسكري.

    الشراكة مع مجلس التعاون الخليجي:
    استثمارا لنتائج الزيارة لدول الخليج والأردن، التي تم خلالها الإعلان عن دعم مالي للمغرب بمبلغ 5 مليار دولار تم الاتفاق على ما يلي:
    عقد اجتماع مشترك على مستوى وزراء الخارجية سنويا أو كل ما دعت الحاجة إلى ذلك بهدف تعميق التنسيق و التشاور.

    تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي من كبار المسؤولين في وزارات الخارجية ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون، من مهامها دعم التعاون المشترك في المجال السياسي ورفع التوصيات للاجتماعات الوزارية المشتركة.

    إحداث عشر « فرق عمل متخصصة » انطلاقا من مجالات التعاون المتفق عليها في « مشروع خطة العمل المشترك 2012-2017 » تهم مجالات الاقتصاد٬ والزراعة والأمن الغذائي٬ والنقل٬ والاتصالات٬ والبيئة والطاقات المتجددة والموارد الطبيعية٬ والسياحة٬ والتعليم والبحث العلمي٬ والتنمية الاجتماعية٬ والثقافة والإعلام والشباب والرياضة٬ بالإضافة إلى التعاون القضائي والعدلي.

    جامعة الدول العربية و منظمة التعاون الإسلامي:
    شارك المغرب في كافة الاجتماعات العربية والإسلامية التي عقدت خلال هذه الفترة، مما مكنه من الدفاع عن مصالحه الحيوية داخل هاتين المنظمتين وكذا الاستفادة من العلاقات متعددة الأطراف التي تتيحها، خاصة في ظل الظروف السياسية التي تمر منها المنطقة العربية.

    استفاد المغرب خلال هذه السنة من التمويلات التي يقدمها البنك الإسلامي للتنمية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي لإنجاز مشاريعه الكبرى ودعم خططه وبرامجه التنموية. وقد بلغ حجم التمويلات التي استفاد منها ما يناهز 610 مليون دولار.

    – القضية السورية:

    بذل المغرب منذ اندلاع الأحداث في سوريا جهودا متواصلة في البحث عن حل للأزمة السورية، من خلال:
    – تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن في شهر فبراير 2012 لحل الأزمة السورية.
    – المشاركة الفعالة في جميع اجتماعات ومبادرات جامعة الدول العربية.
    – إرسال وفد مكون من 11 عضوا للمشاركة ضمن بعثة مراقبي الجامعة العربية ثم 20 عسكريا في بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا.
    – المشاركة في الاجتماعات الثلاث لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، وفي فريق « النواة » و »فريق العمل الخاص بمتابعة العقوبات المفروضة على النظام السوري » و » فريق العمل المعني بإعادة إعمار سوريا وإنعاش اقتصادها » المنبثقين عن مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وتوجت باحتضان المغرب في 12/12/2012 الدورة الرابعة لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في مراكش.

    مبادرة المملكة المغربية، بتعليمات من جلالة الملك إلى إقامة مستشفى ميداني متعدد الاختصاصات، تبلغ طاقته الاستيعابية 60 سريرا قابلة للتوسيع وغرفة عمليات مجهزة، ويضم 75 إطارا، منهم 28 طبيبا في 20 تخصصا و26 ممرضا متخصصا و32 إطارا متخصصا في الصيانة الطبية، ولازال المستشفى يؤدي خدماته إلى اليوم للاجئين السوريين بالأردن.

    – القضية الفلسطينية:

    انسجاما مع سياسته الداعمة والمساندة للقضايا العادلة للأمتين العربية والإسلامية، ظل المغرب يساند هذه القضية، من خلال :
    الجهود الدؤوبة التي يقوم بها صاحب الجلالة بصفته رئيسا للجنة القدس الشريف، في سبيل دعم ونصرة هذه القضية.
    المشاريع التنموية والإعمارية التي تنفذها وكالة بيت مال القدس لفائدة ساكنة المدينة المقدسة، مساهمة في تعزيز صمود أهلها في مواجهة سياسة الاستيطان الإسرائيلية.
    الدفاع عن المواقف العربية بشأن القضية الفلسطينية في اجتماعات مجلس الأمن وذلك من موقع المغرب العضو العربي الوحيد في المجلس.

    – القارة الإفريقية:

    انطلاقا من كون القارة الإفريقية تشكل عمقا استراتيجيا للمغرب وبالنظر للعلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والروحية المتميزة معها، تميز العمل الدبلوماسي بنشاط مكثف على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف.

    – المستوى الثنائي:

    الزيارة الملكية للسنغال والكوت ديفوار والغابون وما رافقها من تعزيز للتعاون الاقتصادي والسباسي.

    عقد لجان مشتركة مع دول النيجر، وغامبيا، وبوركينافاصو، والكونغو برازافيل، والكاميرون، وغينيا كوناكري، والكاميرون… و قام عدد من المسؤولين الأفارقة بزيارات رسمية إلى بلادنا، كرئيس حكومة ساوطومي وبرانسيبي و الوزير الأول المالي، و وزراء خارجية السنغال وغامبيا و النيجر واريتريا وسيراليون ووزير الدولة الغيني. كما قمت بزيارات إلى كل من بوركينا فاصو والنيجر والكوت ديفوار.

    نظمت الوزارة ولأول مرة مناظرة للسفراء المغاربة المعتمدين بإفريقيا، يوم 13 غشت 2012، كانت مناسبة لتقييم العمل الدبلوماسي المغربي بالقارة ومناقشة آفاق تطويره.

    – المستوى متعدد الأطراف:

    الزيارتان التي قمت بهما إلى أديس أبابا على هامش الدورتين 18 و19 للاتحاد الإفريقي.
    ترؤس المغرب للدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء بالرباط يوم 11 يونيو 2012، وسيحتضن المغرب الدورة المقبلة.

    استضافة بلادنا لأشغال الاجتماع الرابع لمؤتمر طوكيو حول التنمية في إفريقا. والمشاركة في الاجتماع المنعقد في طوكيو لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي في شهر ماي المنصرم.
    المشاركة في منتدى التعاون الكوري- الإفريقي و الصيني –الإفريقي.

    وقد مكنت مختلف هذه الزيارات من تحقيق تشاور واسع مع العديد من الدول الإفريقية قصد تبادل وجهات النظر وحشد دعمها للقضية الوطنية.

    مبادرة المغرب لإحداث منظمة للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، واحتضانه للأشغال التحضيرية للخبراء.

    أما بخصوص قضية مالي والوضعية في الساحل والصحراء، فالمغرب انخرط منذ البداية في مساعي إنسانية ودبلوماسية للوصول إلى حل للأزمة في مالي، مع دعم للجهود التي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

    وقد أدرج المغرب الوضع في الساحل والصحراء ضمن أجندته خلال فترة توليه رئاسة مجلس الأمن في شهر دجنبر الماضي.
    2- دائرة الجوار:

    – الفضاء الأورو – متوسطي:

    انطلاقا مما يشكله هذا الفضاء الاستراتيجي من أولوية كبرى ومجالا هاما للتعاون والشراكة مع دول الجوار الأورو- متوسطي، شارك المغرب في أشغال القمة الثانية لرؤساء الدول والحكومات (مالطا 5-6 أكتوبر 2012) وفي الاجتماعات الدورية لكبار موظفي الاتحاد من أجل المتوسط، ومجلس محافظي مؤسسة ”أناليندا“ لحوار الثقافات وفي مختلف الاجتماعات والندوات القطاعية.

    و قد احتضن المغرب عددا من الأنشطة الأورو- متوسطية من بينها:
    – الورش التقني الجهوي للسياسة البحرية المندمجة بالبحر المتوسط.
    – الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
    – الاجتماع الثامن للمكتب الموسع للجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية.
    – استمرار المغرب في تولي العديد من المناصب الهامة داخل مؤسسات الفضاء الأورومتوسطي (الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط ، رئاسة مبادرة 5+5 دفاع، الرئاسة المشتركة للجمعية البرلمانية من أجل المتوسط، رئاسة مؤسسة أناليندا).

    – دول أوروبا:

    الانفتاح على دول جديدة كتركيا ودول البلقان ودول أوروبا الشرقية والوسطى والشمالية ودول البلطيق في إطار تنويع شركاء المغرب.

    فتح سفارة جديدة للمغرب بدولة كرواتيا؟

    تعزيز وتعميق العلاقات المتميزة مع الدول الأوروبية على جميع المستويات لاسيما الاقتصادية والتجارية، وذلك عبر:
    تكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين المغاربة ونظرائهم الأوروبيين (اسبانيا، فرنسا، البرتغال، ألمانيا، المملكة المتحدة، بلجيكا، ايطاليا، لوكسمبورغ، كرواتيا).
    تدعيم آليات التعاون المشترك من خلال عقد اجتماعات اللجن المشتركة (اسبانيا، بلجيكا) وإقامة مشاورات سياسية بشكل منتظم مع فرنسا، البرتغال، ألمانيا، المملكة المتحدة، ايطاليا، لوكسمبورغ، كرواتيا، هولندا، اليونان.
    تعزيز الإطار القانوني بالتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تهم مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والاجتماعي.

    3 – دائرة الشراكة:

    – الاتحاد الأوروبي:

    البدء الأسبوع المنصرم في المشاورات حول جيل جديد لاتفاق التبادل الحر: شامل ومعمق.
    تنفيذ اتفاقية الشراكة عبر مختلف الآليات، ودخول عدة اتفاقيات حيز التنفيذ تخص مجالات مختلفة منها: الفلاحة والصيد البحري والتجارة. كما تم التوقيع على اتفاقية « برنامج إنجاح الوضع المتقدم » بغلاف مالي قدره 181 مليون أورو بغية تقريب القوانين المغربية من نظيرتها الأوروبية و دخول شطره الأول حيز التنفيذ.

    خصص الإتحاد الأوروبي مبلغ 112 مليون أورو لدعم سياسة تدبير وحماية الغابة وتدبير مالية الإدارة العمومية، علاوة على منح البنك الأوروبي للاستثمارات قروضا مالية للمملكة.
    تعزيز الحوار والتعاون مع مؤسسات الاتحاد الأوربي من خلال سلسلة من اللقاءات والزيارات المتبادلة.
    – القارة الأمريكية:

    الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية المنعقدة في 13 شتنبر2012 بواشنطن، تناولت أربعة محاور أساسية هي: السياسي، الأمني، الاقتصادي، والثقافي. وقد تعزز هذا الحوار بعقد المؤتمر المغربي الأمريكي للأعمال في 3 دجنبر 2012.
    عقدت في يونيو 2012 الجولة الثالثة من المفاوضات مع كندا أفضت إلى تحقيق تقارب في معظم المجالات التي تهم الاتفاقية كالولوج إلى السوق، والفلاحة، وتجارة الخدمات، والتعاون المالي، وامتداد الاتفاق ليشمل كافة المناطق الكندية.

    في إطار تعزيز علاقات المغرب مع دول أمريكا اللاتينية، تبادل المسؤولون المغاربة الزيارات مع نظرائهم في البيرو والشيلي والبرازيل، كما فتحت دولة غواتيمالا فعليا سفارة لها بالرباط، و قررت كولومبيا إعادة فتح سفارتها بالمغرب.
    فتح المغرب سفارة بدولة…

    – آسيا والأقيانوس:

    عقد مشاورات سياسية مع كل من اليابان والصين والهند، والتأسيس للحوار السياسي مع أستراليا. بالإضافة إلى التعاون التقني والتكوين والمنح الدراسية مع العديد من الدول الآسيوية. كما تواصل التعاون الثلاثي في إفريقيا مع كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية إلى جانب حضور المغرب في المنتديات الأسيوية، خاصة في إطار التعاون جنوب- جنوب ونذكر منها المنتدى 05 للتعاون الصيني العربي.

    3. العلاقات المتعددة الأطراف و القضايا الشاملة:

    مساندة الدول ذات الاحتياجات الاقتصادية الخاصة مثل الدول الأقل نموا في إفريقيا وبعض الجزر في الكراييبي والباسفيك .

    تضامن المغرب مع الدول النامية في إطار المفاوضات متعددة الأطراف حول التجارة، وبالأخص جولة الدوحة الإنمائية، التي تشكل التنمية محورها الأساسي.

    تسجيل حضور متميز لبلادنا في مجموعة 77+الصين، والمجوعات الإقليمية كالمجموعة الإفريقية والمجموعة العربية، توج بقبول المغرب عضوا في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لغرب آسيا (ESCWA)، بالإضافة إلى عضويته في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأممية لأفريقيا (CEA).

    مشاركة المغرب بقوة في أشغال مؤتمرات دولية تمثل منبرا أساسيا للدفاع عن مصالحنا الوطنية وقضايا المجموعات التي ينتمي إليها. واحتضانه للعديد منها مثل :
    المؤتمر الدولي حول موضوع « الخروج من مدن الصفيح: تحدي عالمي في أفق 2020″، الرباط من 26 إلى 28 نونبر 2012.

    الملتقى الدولي، حول « الميزانية المبنية على النوع »، مراكش من 8 إلى 10 نوفمبر2012.
    المؤتمر السنوي للبنك الإفريقي للتمية الذي انعقد بمراكش من 27 إلى 31 ماي 2013.

    4. الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية:

    – الدبلوماسية الاقتصادية:

    – المشاركة الفعالة في عدد من الملتقيات الدولية ذات الطابع الاقتصادي كشراكة دوفيل.
    – مواكبة عملية المفاوضات المتعلقة باتفاق التبادل الحر بين المغرب وكندا وتطبيق اتفاقات التبادل الحر الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

    – إعداد الشق الاقتصادي للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وكذا « مؤتمر تنمية الأعمال ».

    – تنظيم تظاهرة للترويج للاقتصاد المغربي، موجهة للسلك الدبلوماسي المُعتمد في المغرب.
    – تنظيم مائدة مستديرة تجمع بين المتدخلين والفاعلين الاقتصاديين المغاربة، من جهة، والمستشارين الاقتصاديين لدى البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية المغربية بالخارج، من أجل بلورة إستراتيجية تهدف إلى الترويج للاقتصاد المغربي في الخارج.

    – التنسيق مع غُرف التجارة والصناعة والخدمات، والمراكز الجهوية للاستثمار، ووكالات التنمية الجهوية للترويج لللاستثمار بالمغرب.

    – تنظيم « حدث جانبي »« side event » ، خلال المنتديات والتظاهرات الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو التجاري، من أجل التعريف بالمؤهلات الاقتصادية و التجارية للمغرب.

    – الدبلوماسية الثقافية:

    – افتتاح المركز الثقافي المغربي في مونتريال ودعم نفقات تسيير المركز الثقافي المغربي بنواكشوط.
    – المشاركة في إعداد اتفاق حول وضع المدارس الأمريكية في المغرب، واتفاق الشراكة الإستراتيجية للتنمية والتعاون التربوي والثقافي والتقني مع إسبانيا.
    – مراجعة الوضع القانوني للمرافق التجارية المقامة في المراكز الثقافية الأجنبية بالمغرب.
    – التوقيع على اتفاقية افتتاح مدرستين تابعتين لسفارة فرنسا في مدن العيون والداخلة كامتداد لمدرسة أندريه مالرو في الرباط.
    – بدء المفاوضات حول وضعية التعليم في المراكز الثقافية الأجنبية في المغرب.

    – الوكالة المغربية للتعاون الدولي:

    – تكوين الأطر: تسجيل 9 ألاف طالب أجنبي بالمؤسسات والمعاهد العليا المغربية، منهم 7500 طالب ممنوح، بغلاف مالي قدره 65 مليون درهم . إضافة إلى تخصيص 100 منحة تدريب للأطر الأجنبية في قطاعات مختلفة بتكلفة تصل حوالي 1.4 مليون درهم.
    – المساعدة التقنية: تخصيص مبلغ مالي قدره 6 مليون درهم لإيفاد أطر مغاربة لعدد من الدول الإفريقية لتقديم المساعدة التقنية والخبرة.

    – التعاون الثقافي: رصد مبلغ 1,7 مليون درهم سنويا لدعم جمعيات قدماء خريجي المعاهد الوطنية الأجانب وبعض جمعيات الصداقة مع المغرب كجمعية الصداقة المغربية المالية ولتنظيم لقاءات دولية.

    – المساهمات: اعتماد غلاف مالي يبلغ 70 مليون درهم لتغطية نفقات انجاز عدد من البرامج والمشاريع التنموية وخاصة في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 5 مليون درهم لتحمل نفقات تسيير عدد من المؤسسات والمعاهد العلمية الإفريقية.

    – الإعانات الإنسانية: تخصيص مبلغ يفوق 9 مليون درهم على شكل مواد غذائية وأدوية ومساعدات مالية لفائدة كل من بوركينا فاصو والنيجر وسوريا.

    – العمل القنصلي:

    إعادة بناء وترميم قنصليتي ليل ورين بفرنسا.
    إحداث قنصليتين عامتين بكل من جزر البليار وخيرونا بإسبانيا.
    دعم القنصلية العامة ببولونيا بالوسائل البشرية والمادية ، إثر الزلزال الذي ضرب إيطاليا وذلك لمساندة أفراد جاليتنا المنكوبين وتقديم الخدمات الإدارية والقنصلية بعين المكان.
    تعزيز مصلحة التصديقات وذلك من خلال خلق ملحقة جديدة بمدينة الرباط.
    دعم مصلحة الحالة المدنية بمراكزنا القنصلية بأعوان عرضيين، خلال فترات الاكتظاظ.
    انعقاد اللجن القنصلية المختلطة مع تونس ومصر والتي تمخضت عنها نتائج إيجابية لفائدة جاليتي البلدين؛
    المشاركة في عدة ملتقيات دولية حول الهجرة بدكار ومدريد وبروكسيل.

    5. تحديث الإدارة و تدبير الموارد البشرية:

    تعزيزاً للحكامة الجيدة التي تشكل العمود الفقري للبرنامج الحكومي قامت الوزارة باتخاذ عدة إجراءات في إطار الشفافية في تدبير الموارد البشرية ولأول مرة اعتمدنا في التعيينات الأخيرة للقناصل، على مسطرة طلبات الترشيح المفتوحة في وجه كل الأطر الذين يستوفون شروط الكفاءة والمهنية. كما تم تكوين لجنة من مدراء وسفراء لتقييم المرشحين. بالإضافة إلى العديد من الإجراءات التقنية المصاحبة التالية:

    وضع جرد للكفاءات Bilan des Compétences
    إعداد خريطة لمواقع العمل Cartographie des Postes de Travail
    اعتماد نظام التدبير التوقعي للمناصب والكفاءات Gestion Prévisionnelle des Emplois et des Compétences.
    إعداد دليل مرجعي للوظائف والكفاءات خاص بالوزارة Référentiel des Emplois et des Compétences
    دليل مرجعي للتكوين Référentiel de la Formation.
    برنامج للتكوين المستمر، استفاد منه حوالي 1200 موظف بالوزارة تهم مجالات مختلفة.
    تعزيز دور الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية التي توفر تكويناً دبلوماسياً للموظفين الجدد.
    إرساء برنامج للتكوين عن بعد لفائدة الموظفين المعينين بالخارج.

    تم بحمد الله.

  • مشروع رسالة بشأن زيارة وفد يهودي أمريكي إلى المغرب

    مشروع رسالة بشأن زيارة وفد يهودي أمريكي إلى المغرب

    المغرب اللجنة اليهودية الأمريكية

    مشروع رسالة مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله
    بشأن زيارة وفد يمثل اللجنة اليهودية الأمريكية إلى بلادنا

    الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على كافة أنبيائه و رسله

    نعم سيدي أعزك الله،

    يتشرف خديم الأعتاب الشريفة بأن يرفع إلى كريم علم السدة العالية بالله أنه استقبل يوم 24 يونيو 2013 وفدا يمثل اللجنة اليهودية الأمريكية والذي يقوم بزيارة للمملكة المغربية في الفترة ما بين 21 و 26 يونيو 2013، للقاء عدد من المسؤولين المغاربة بغية إجراء مشاورات تهم العلاقات الثنائية و القضايا الإقليمية و الدولية .

    وبهذه المناسبة، تمت الإشادة بمسلسل الإصلاحات التي تعرفها بلادنا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة نصره الله، والدور الرائد و الفعال للمغرب في الدفاع عن القيم الكونية للتسامح و التعايش و الحوار البناء و الإيجابي بين مختلف الديانات مما يجعل بلدنا قدوة يحتدى بها في المنطقة في مجال ترسيخ الديمقراطية و التنمية و احترام حقوق الإنسان.

    وخلال النقاش حول سبل إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، نوه السيد جايسون أيزاكسون، رئيس الوفد، بالدور الريادي والتاريخي للمغرب في دعم مبادرات السلام و اعتماد المفاوضات كحل واقعي وشامل للنزاع العربي الإسرائيلي مؤكدا على دور الوساطة التي يمكن أن يلعبها المغرب، بشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال ممارسة دوره التقليدي في التقريب بين وجهة نظر مختلف الأطراف وجلبها الى مائدة المفاوضات، واقناع الدول العربية الصديقة للسلام بالانخراط فيها بشكل أكثر ايجابية، خاصة و أن صاحب الجلالة نصره الله، يرأس لجنة القدس و يحظى باحترام جميع الأطراف الفاعلة في عملية السلام العربي الإسرائيلي.

    و قد اقترح رئيس الوفد أن يقوم المغرب بإرسال إشارات إيجابية، كما كان الشأن في السابق، من قبيل توجيه دعوات لصحافيين إسرائيليين لزيارة المغرب و فسح المجال تدريجيا أمام الشركات الإسرائيلية للمشاركة في بعض الملتقيات الاقتصادية التي تنظمها بلادنا مما سيشجع دول عربية أخرى إلى القيام بنفس المبادرات، الأمر الذي سيمهد لتصفية الأجواء وخلق مناخ من الثقة من شأنه أن يؤدي إلى التقدم في مسار عملية المفاوضات.

    و أعرب أعضاء الوفد الامريكي عن قناعتهم أن مثل هذه المبادرات التي تصب في اتجاه انجاح جهود الادارة الأمريكية للعودة إلى طاولة المفاوضات والمتمثلة في الزيارات التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته السيد جون كيري

    إلى منطقة الشرق الوسط، سيكون لها أثر جد ايجابي على العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية على جميع المستويات.

    كما أكد السيد جايسون أيزاكسون على استعداد اللجنة اليهودية الأمريكية لتسخير العلاقة المتينة التي تربطها بالسيد جون كيري، خاصة وأنها استفاضته في بداية شهر يونيو المنصرم، من أجل اعطاء العلاقات الثنائية المتميزة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية دينامية وحيوية جديدة.

    ولمولانا المنصور بالله واسع النظر وسديده.

    و السلام على المقام العالي بالله.

    خديمكم الأوفى

    د. سعد الدين العثماني

  • كريستوفر روس : لا يمكن استمرار التفاوض على أساس مواقف جامدة

    كريستوفر روس : لا يمكن استمرار التفاوض على أساس مواقف جامدة

    كريستوفر روس، الصحراء الغربية، المغرب،

    الاثنين, 09 أيلول/سبتمبر 2013  
    ترجمة: موقع « لكم. كوم »
    في الوقت الذي تتداول فيه مصادر إعلامية الحديث عن وجود صعوبات في المفاوضات التي يديرها كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين للأمم المتحدة، المكلف بقضية الصحراء، ينشر موقع « لكم. كوم » نص حوار- وثيقة مع المبعوث الأممي سبق أن أجري معه مطلع عام 2012، ولم يسبق له أن نشر في أية وسيلة إعلام، كما أنها المرة الأولى التي يترجم فيها إلى العربية، وفيه يطرح كريستوفر روس وجهة نظر من الصراع: كيف وجده، مقاربته لإدارة التفاوض، رؤيته للمستقبل.

    وبالرغم من مضي سنة وثمانية أشهر على الحوار الذي أجري يوم 25 يناير من عام 2012 (نص الحوار موجود بالموقع الإعلامي للأمم المتحدة) فإنه ما زال يمتلك راهنيته السياسية، سيما انه تنبأ بما يقع في دول جنوب الصحراء والساحل. لكن الميزة الكبرى للحوار هي أنه يضع قضية الصحراء في مسارها الحقيقي بعيدا عن الآراء والآراء المضادة … ولا شك أن القارئ المتابع للملابسات السياسية والدبلوماسية للملف تجعله يقف على صلب الخلاف والمؤشرات الحقيقية للتسوية السياسية العادلة.

    سياق إعادة نشر هذا الحوار يأتي في الوقت الذي تسربت فيه أنباء عن كون الأمم المتحدة تدرس صيغة جديدة لتحريك مفاوضات السلام للبحث عن حل لنزاع الصحراء، وقد تكون بتولي أو مشاركة الأمين العام لهذه المنظمة بان كيمون جلسة المفاوضات المقبلة، وذلك بعدما يروج حول فشل مبعوثه الشخصي في النزاع كريستوفر روس الجمع بين الأطراف المعنية بالنزاع والخوف من انفلاته من السيطرة السياسية إلى المسلح.

    وفيما يلي نص الحوار الوثيقة:

    ما هي بنظركم أسباب الخلاف في إقليم الصحراء الغربية؟
    كما تعلمون، فإن الصحراء الغربية – التي تقارب مساحتها مساحة بريطانيا العظمى وتتوفر على سكان لا يتراوح عددهم بعض مئات الآلاف من السكان – كانت في السابق مستعمرة إسبانية. أما وضعها القانوني فقد ظل مثار خلاف حتى قبل الانسحاب الإسباني في العام 1975/1976. وأن طرفي النزاع في هذا الصراع هما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. فالمغرب الذي سيطر على أغلب أراضي الصحراء الغربية منذ 1970 يشدد عل أن الصحراء الغربية يجب أن تحظى باستقلال ذاتي تحت إمرة السلطة المغربية وخلال المفاوضات مع البوليساريو كان يعتمد صيغة نعم/ لا للاستفتاء.

    أما بالنسبة للبوليساريو فإنها تشدد على أن شعب الصحراء الغربية يجب أن يمنح حرية اختيار مستقبله الخاص عبر استفتاء يتضمن من بين ما يتضمن خيار الاستقلال. فمنذ 1975 إلى 1991 كانت هناك مواجهات مسلحة مفتوحة وقوية بين الطرفيين. لكن في عام 1991 تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين ضمن جهود الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى حل لهذه القضية. لكن يجب التذكير هنا أنه في الوقت الذي لم يعد الأمر يتعلق بحرب مسلحة فإننا مازلنا نواجه مرحلة تتسم بكثير من القلق والخطورة. فالأمم المتحدة تواصل جهودها لحث الطرفيين للتوصل لاتفاق والعمل على تحسين أوضاع الناس الذين تضررت حياتهم بهذه الوضع المأساوي.

    – إذن، ماذا يمكن للأمم المتحدة أن تقوم به في هذا الباب؟

    – منذ منتصف 1980 اعتمدت الأمم المتحدة تحت وصاية مجلس الأمن مقاربتين مختلفتين لهذا الصراع . المقاربة الأولى والتي استمرت لغاية متم 2004 كانت تقوم على مجموعة اتفاقات إطار تم وضعها أمام الطرفين للمصادقة عليها. لكن كل هذه الاتفاقات الإطار لم تحقق ما كان مرجوا منها. فكل الاتفاقات كانت تدعو لاعتماد الاستفتاء كحل . لكن طرفي النزاع لم يتوصلا قط إلى اتفاق لمن له الصفة القانونية للتصويت في هذا الاستفتاء .وفي العام 2004 تم اعتماد مرحلة ثانية ، وهي المقاربة التي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا، وتقوم على مفاوضات مباشرة بين الطرفين. وكان مجلس الأمن في قراراته السنوية يدعو الأطراف إلى التوصل الى ما أسماه بـ « الحل السياسي الدائم والمقبول من الطرفيين لتمكين شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره » وقد عين الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا شخصيا ووسيطا لتحقيق نوع من التقدم وتدليل الخلافات بين الطرفين.

    وباختصار، فإن مجلس الأمن ينتظر اليوم من طرفي النزاع وبمساعدة دول الجوار والمجتمع الدولي أن يتم التفاوض حول حل سياسي بمساعد الأمم المتحدة وذلك بدل تقديم ردود فعال تجاه اتفاقات الإطار السابقة.

    وضمن سياق هذه المرحلة الجديدة وفي أبريل من عام 2007، قدم الطرفان لمجلس الأمن مقترحاتهم من أجل التوصل إلى حل للصراع . وعلى ضوئها تم اعتماد أساس المباحثات . وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الجهود السياسية لدعم التوصل إلى اتفاق لا تمثل الشكل الوحيد لتدخل الأمم المتحدة، فأسرة الأمم المتحدة كانت حاضرة في العديد من الجبهات حيث كان لها دور حيوي في دعم آلاف اللاجئين الذين فروا من الحروب بين المغرب وجبهة البوليساريو في عام 1970.

    كما عملت الأمم المتحدة على التوصل إلى اعتماد إجراءات بناء الثقة لتسهيل عودة اللاجئين عندما يتم التوصل إلى اتفاق. هذا إلى جانب المحافظة على عدد محدود من قوى حفظ السلام الأممية لإقامة الاستفتاء في الصحراء الغربية والذين يعرفون تحت مسمى (المينورسو). وأخيرا أولت الأمم المتحدة اهتماما متواصلا بحقوق الإنسان بناء على اتهامات متبادلة بين الطرفين بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .

    – ماذا عن البعد الإنساني في هذا الصراع المستمر؟

    – مع الأسف إن مطالب القضايا الملحة عبر العالم وغياب أزمة حقيقية في الصحراء الغربية كلها عملت على حرمان هذا الصراع من الاهتمام الذي يستحقه من المجتمع الدولي. لكن في واقع الأمر إن هذا الحل الذي يبدو أنه تأخر كثيرا لا يجب أن يكون على حساب الأوضاع الإنسانية. فتأمين عودة اللاجئين الصحراويين من الجزائر إلى بيوتهم في ظروف إنسانية مشرفة تمثل أهم الأهداف التي أسعى لتحقيقها. فقد زرت مخيمات اللاجئين في عام 1970 وعدت هناك في العام 2009 ووجدت حينها أن مؤشرات الخوف والقلق عندي لم تتغير كثيرا.
    فمن غير المقبول في نظري أن يبقى هؤلاء اللاجئون أكثر منذ 37 سنة في ظروف إنسانية سيئة بسبب خلاف سياسي دخل أطراف الصراع فيه في حرب مفتوحة وغير منتهية على الأرض أولا ثم انتقلوا بعدها إلى مائدة المفاوضات ثانيا. فالمجتمع الدولي وأنا شخصيا لا يجب أن نترك هؤلاء الناس الذين حوصروا في معمعة هذا الصراع عرضة لمزيد من الضياع.

    – لماذا يصعب في نظركم التوصل إلى حل لهذه القضية، ولماذا أخذت كل هذا الوقت؟
    – الأمر يعود بالأساس إلى أن الطرفيين معا مصران على موقفين متباعدين وأن أي منهما لم يقدم على خطوة واحدة إلى الأمام. فالبوليساريو تواصل تأكيدها على أن الحل النهائي للصحراء الغربية يجب أن يتم تحديده من قبل مواطنيها (الصحراويين) ، في حين أن المغرب يؤكد بدوره أن الحل الوحيد الممكن هو حكم ذاتي متفق عليه وتحت السيادة المغربية.

    إن مجلس الأمن يسعى إلى تشجيع الأطراف على التفاوض وينأى بنفسه عن فرض حل ما. ومادامت الأمور على ما هي عليه فإن كل طرف هو حر في رفض مقترح الطرف الآخر وذلك بناء قاعدة ومبدأ المفاوضات المعروف. وهذا الأمر يكشف أن كل طرف يتمسك بموقفه الذي يعتبره قائما على أسس تاريخية قوية، ويعزز طرحه بالقانون الدولي ويستمرئ أي نوع من أشكال الدعم داخلية كانت أم خارجية. وبالتالي فإنهما يكتفيان بالتمسك بموقفهما دون الدخول في مسار مفاوضات حقيقي.

    – ماذا يمكنكم القيام به كوسيط للأمم المتحدة للدفع بهذا المسار إلى الأمام؟
    – إن دوري كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة هو البحث عن التوصل لاتفاق ما، وذلك من خلال أولا إيجاد إطار للمفاوضات وثانيا تشجيع الأطراف على تبني مفاوضات حقيقية دون أن أكون صاحب موقف في الموضوع. أنا شخصيا لا يمكنني أن أفرض حلا على الأطراف المعنية، فهم المعنيون بالتوصل إلى الحل، وأنا هنا فقط للمساعدة.

    فمنذ اللحظات الأولى لتسلمي لهذه المهام، قمنا بوقف آلية المفاوضات الرسمية السابقة التي كانت تعتمد على أساس وفود كبيرة، وفضلنا بالمقابل عقد مباحثات غير مباشرة بوفود تمثيلية صغيرة نسبيا. وذلك لأن المفاوضات الرسمية السابقة لم تخلف سوى كم هائل من السجالات السياسية الفارغة. فنحن مصرون على خلق جو من الاحترام أثناء المفاوضات حتى نصل إلى نوع من النقاشات الهادئة والمفاوضات السلسة. فقد توالت الجهود تباعا، لكنها لم تكن كافية لكسر حالة الجمود. لأن الطرفان – بكل بساطة – لم يخرجا بعد من إطار مقترحاتهما السابقة. وما قمنا به في الآونة الأخيرة هو محاولة تحطيم هذه المقترحات والانتقال إلى وضع واحد بعينه يمكن للطرفان من البحث فيه دون أحكام مسبقة بصرف النظر عن الوضع النهائي. وقد اتفقوا على أنه يمكن البدء بمناقشة الثروات الطبيعية وإزالة الألغام في الصحراء الغربية وبعدها الانتقال إلى قضايا أخرى .لكن الأمر ما زال في حاجة إلى البحث فيما إذا كانت هذه المقاربة قد تقود إلى القضية الأساس.

    – لكن، ماذا سيقع في حال ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي؟
    – إن عدم التوصل إلى حل سياسي زاد م من حجم الأخطار المتنامية وتكلفتها سواء بالنسبة لطرفي النزاع أو على مستوى المنطقة المغاربية أو حتى على صعيد المجتمع الدولي.
    فالأخطار المرتبطة بطرفي النزاع تشمل إمكانية العودة إلى المواجهات المسلحة واندلاع الاحتجاجات الاجتماعية وكذا إمكانية انخراط الشباب الصحراوي المحبط والمعطل في تنظيمات إرهابية أو مجموعات إجرامية. أما بالنسبة لتكاليف هذا الوضع فتشمل زيادة محنة اللاجئين الصحراويين المحاصرين، وتنامي الأسئلة المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان إلى جانب استمرار النفقات العسكرية المتزايدة، وعدم القدرة في وضع مخطط لاستثمار الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية على الوجه الأكمل.

    أما بالنسبة للمنطقة المغاربية والمجتمع الدولي فهناك خطر التصعيد العسكري إلى جانب إمكانية ارتفاع معدلات الإرهاب والأنشطة الإجرامية. أما بالنسبة للتكاليف فتتحدد في فشل الاستفادة من نتائج اندماج اقتصادي كبير وغياب التنسيق الشامل للاستجابة الفورية للإرهاب والجرائم المتوقعة، يبدو أنها تصاعدت بوثيرة كبرى منذ سقوط نظام معمر القذافي وانتشار الأسلحة والمقاتلين إلى عمق منطقة الساحل.

    – وهل تعتقدون بإمكانية التوصل إلى حل معين؟

    – هناك من يعتقد بأن الصراع في الصحراء الغربية غير ناضج بما فيه الكفاية للوصول إلى حل مقبول بالنسبة للطرفين والمجتمع الدولي. لكن من الواضح أيضا أن المنطقة المغاربية في حاجة إلى اتفاق يدفعها إلى الأمام لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين.

    ومن الواضح أيضا أن التطورات الأخيرة قد تشجع الأطراف لبدء مسلسل جديد من المفاوضات. فالربيع العربي ، وهذا الصعود المتنامي لحالة عدم الرضا لدى الشباب، إلى جانب الانتخابات المزمع إجراؤها في أكثر من مكان، وهذه الرغبة الجامحة في تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي، وكذا الوعي المتزايد بأخطار الإرهاب، كل هذه العناصر إلى جانب تطورات أخرى قد تدفع أطراف النزاع التزام حقيقي وربما تدفع باللاعبين الأساسيين في المنطقة المغاربية والدولية على العمل أكثر في البحث عن حل.

    أما من جهتنا نحن، فسنواصل جهودنا لإيجاد مسار مفاوضات حقيقية. والجولة المقبلة ستكون مباحثات غير رسمية وهي مبرمجة في فبراير المقبل.

    – وماذا بإمكان المجتمع الدولي أن يقوم به للمساهمة في إيجاد الحل؟

    – اعتقد أن هناك أشياء يمكن أن توجه ليس فقط لطرفي النزاع ولكن لدول الجوار وللمجتمع الدولي:
    فبالنسبة لطرفي النزاع نأمل أن نرى التزاما أكبر حول القضية الأساس المتعلقة بمستقبل وضعية الصحراء وذلك خلال السنة المقبلة، فلا يمكن الاكتفاء بمباحثات مستمرة على أساس مواقف جامدة. فالحل السياسي يجب أن يعكس إرادة سياسية وخطوات حقيقية إلى الأمام. كما نأمل أن يتم تأمين الاحترام الكامل لحقوق الإنسان لدى شعب الصحراء الغربية سواء الموجودين منهم تحت سلطة المغرب أو أولئك الذين يقيمون في مخيمات اللاجئين، بما في ذلك حق حرية التعبير عن آرائهم بشأن مستقبلهم، وسيأخذ المفاوضون هذه الجوانب بعين الاعتبار في جولات التفاوض.

    أما بالنسبة لدول المغرب العربي وباقي المجتمع الدولي، فإننا نأمل بأن ينظروا اليوم قبل أي وقت مضى لمصالح كافة الأطراف المعنية والمساهمة بفعالية في يجاد حل مقبول.
    بعد 37 سنة، فقد حان الوقت لإنهاء الصراع في الصحراء الغربية والمأساة الإنسانية التي خلفتها.

  • لقاء مع خوسي لويس ثاباطيرو

    لقاء مع خوسي لويس ثاباطيرو

    خوسي لويس ثاباطيرو للحزب الإشتراكي العمالي الإسباني إسبانيـــا الصحراء الغربية  المغرب

    إاـى السيـد وزير الشؤون الخارجية والتعاون

    الموضوع: لقاء مع رئيس الحكومة الإشتراكية الإسبانية السابقة بمقر مجلس الدولة بإسبانيـــا.

    سلام تام بوجود مولانا الإمام.

    صباح يوم الإثنين فاتح يوليوز الجاري استقبل السيد خوسي لويس ثاباطيرو محرر هذه الورقة الإخبارية بمقر مجلس الدولة بإسبانيا، تعبيرا عن عمق علاقة الصداقة المتينة بينهما، وذلك منذ حوالي عقدين.

    وفي بداية هذا اللقاء ذكر السيد ثاباطيرو بمراحل مسؤولياته بدء بتحمله مسؤولية الكتابة العامة للحزب الإشتراكي العمالي الإسباني مابين 22 يوليوز من سنة 2000 و4 فبراير من سنة 2012، ومرورا بترؤسه للمعارضة الإشتراكية مابين 24 يوليوز 2000 و17 أبريل من سنة 2004، وانتهاء بترؤسه للحكومة الإشتراكية مابين 17 أبريل 2004 و21 دجنبر 2011، ثم التحاقه يوم 9 فبراير من سنة 2012 بمجلس الدولة بإسبانيا المنصوص عليه في الفصل 107 من الدستور الإسباني الحالي باعتباره أعلى جهاز استشاري للحكومة الإسبانية، والذي تعود أصوله إلى العصور الوسطى، حيث كان هذا الجهاز الدستوري حاضرا في فترة حكم الملوك الكاثوليكيين تحت إسمي مجلس أراغون ومجلس قشتالة وشكل أداة لكل الملوك الذين تناوبوا على الحكم في إسبانيا بهدف مناقشة السياسة الخارجية الملائمة للمملكة الإسبانيـة.

    وقد شملت محادثات لقائنا ثلاثة محاور:

    1-محور التحولات الديموقراطية بالمغرب:

    حول هذا المحور أكد السيد خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو بالنص الكامل، « إنني أعتز بميولاتي وتعاطفي تجاه المغرب البلد الصديق الذي تربطه بنـا علاقات جد متينة، وفي هذا الإطار لابد من الإشادة بالشجاعة والجرأة التي تحلى بهما جلالة الملك محمد السادس حين تخطى الزوبعة الإحتجاجية العنيفة التي هزت كيان مصر وليبيا وتونس، نعم لقد تخطى جلالة الملك هذه الزوبعة من خلال اتخاذه لقرارات حكيمة ورصينة تجلت بالأساس في دعوة الشعب المغربي إلى التصويت على دستور جديد (دستور نونبر 2011) يستجيب لطموحات وآمال المغاربة، ومن نتائج هذه الخطوة الدستورية الجبارة التي توجت بتنظيم انتخابات تشريعية اعتبرها معظم الملاحظين السياسيين داخل وخارج المغرب أول انتخابات نزيهة كللت بفوز الإسلاميين المعتدلين، الذين تسلموا دفة الحكم في أول امتحان سياسي لهم بعدما شكلوا ائتلافا حكوميا، وهنا لابد أن أقول إن مجرد صعود الإسلاميين المعتدلين إلى الحكم في المغرب يعتبر قيمة مضافة أساسية في حصيلة التحولات الدستورية والديموقراطية التي حققها المغرب باعتبار أن جل الخبراء في الشؤون الإسلامية كانوا يعتقدون أن المسلمين المعتدلين المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية ربما كانوا سينخرطون في موجة الإحتجاجات المعارضة التي قادها شباب 20 فبراير وإسلاميو العدل والإحسان وقت تنظيم الثورات الربيعية، لكن العكس هو الذي حصل حيث تعامل الإسلاميون المعتدلون مع هذه الموجة الثورية بالحيطة والحذر »، (انتهى كلام ثاباطيرو).

    وعن سؤال حول سير الإئتلاف الحكومي في تدبير شؤون البلاد، أكدت له أن الإنسجام التام هو الميزة الأساسية التي طبعت عمل الإئتلاف الحكومي بقيادة حزب العدالة والتنمية منذ تشكيله بعد أول انتخابات تشريعية متمخضة عن دستور 2011، ثم قاطعني رئيس الحكومة الإشتراكية الإسبانية السابقة بسؤال آخر مفاده أن حزب الإستقلال قرر الإنسحاب من هذه الحكومة وتم استقبال الرئيس الجديد لهذا الحزب من قبل جلالة الملك، فكيف تفسر ذلك؟ .
    جوابا عن هذا السؤال أكدت لرئيس الحكومة الإشتراكية الإسبانية السابقة ، أن السيد شباط  » الزعيم  » الجديد لحزب الإستقلال معروف جدا من قبل الرأي العام المغربي بسلوكاته الشعبوية وولعه بالإثارة، لكن رئيس الحكومة السيد بنكيران يتعامل مع هذه الظاهرة بمسؤولية استقطبت له التقدير حتى من خصومه. إذ يلاحظ أن حزب العدالة والتنمية مستعد لمواجهة كل خيار ناجم عن احتمال انسحاب حزب الإستقلال من الحكومة بحزم وثقة في النفس، بما في ذلك تنظيم انتخابات سابقة لأوانها والتي لايشك أحد في أنه أي (حزب العدالة والتنمية) قد يتصدر نتائجها وبالتالي سيتعين عليه تشكيل حكومة إئتلافية أخرى لأن القانون الإنتخابي المغربي الحالي لا يعطي الأغلبية المطلقة لأي حزب، وفي سياق حديثنا عن حزب العدالة والتنمية أكد لي السيد خوسي لويس ثاباطيرو أنه التقى مؤخراعددا من وزراء دول الإتحاد الأوروبي الذين تربطه بهم علاقة صداقة، وقد عبروا له كلهم عن إشادتهم بالتحولات الديموقراطية والدستورية التي يشهدها المغرب رغم محدوديتها على حد ماجاء في تصريح هؤلاء الوزراء.

    وفي هذا الإطار، يقول السيد ثاباطيرو، يعتبر هؤلاء الوزراء أن وزير الخارجية والتعاون المغربي السيد العثماني وزير معروف ب « رصانته واتزانه  » وأنه يحظى بتقدير خاص في الملتقيات الدولية التي يشارك فيها على حد ماجاء في كلام السيد ثاباطيرو.

    2- المحور الثاني: الأوضاع في إسبانيا:

    وبعد انتهائنا من الحديث عن الأوضاع في المغرب طلبت منه أن يدلي برأيه عن الأوضاع الحالية بإسبانيا، فكان رده كما يلي :  » إسبانيا تجتاز أزمة مالية خانقة، بعضها في طريق الحل البطىء بفضل التعاون الأوروبي وبعضها الآخر سيتطلب وقتا طويلا، خاصة منها مايرتبط بالبطالة، ومن سوء حظ إسبانيا أن انفجـار الأزمة التـي تجتازها البلاد صادف انفجار أزمة الفساد التي لاتستثنى أية جهة إذ تشمل السياسييـن والبنكيين وأرباب العمل والنقابيين …، لكن حصة الأسد من ملفات الفساد كانت من نصيب الحزب الشعبي الحاكم بعد قرار القضاء مؤخرا باعتقال السيد لويس بارصيناص أمين مال الحزب الشعبي الحاكم.

    ويمكنني أن أقول (وتذكر جيدا ما أقوله لك الآن) أن الحزب الشعبي الحاكم سيتضرر كثيرا من حملة الفساد هاته التي ستنعكس على نتائجه الإنتخابية التي ستفقده حتى الأغلبية النسبية، أما الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني فسيحتفظ بالأصوات التي حصل عليها في الإنتخابات التشريعية الأخيرة، في حين ستوزع الأصوات الضائعة من الحزب الشعبي الحاكم بين اليسار الموحد (شيوعي) وحزب الوحدة والتقدم والديموقراطية، مع الإشارة، يقول السيد ثاباطيرو، إلى أن هذين الحزبين الصغيرين ينتعشان من أوضاع الأزمة لسلوكهما الشعبوي الصرف.

    3- المحور الثالـث :

    وفي نهاية لقائنا الهام هذا، وبعد أن علم السيد ثاباطيرو أنني أمارس مهامي الدبلوماسية بسفارة المملكة المغربية بمدريد منذ فاتح مارس 2010 تأسف جدا لعدم عقد لقاء بيننا قبل هذا اليوم، مشيرا إلى أنه لم يطلعه أي أحد من المسؤولين الإشتراكيين الإسبان الذين كنت ألتقي بهم بين الفينة والأخرى طيلة كل هذه المدة.

    بعد ذلك أطلعته على بعض الأعمال التي قمت بإنجازها ضمن المهام المسندة إلي في السفارة المغربية، وفي مقدمة هذه المنجزات تأسيس « نادي أصدقاء المغرب » حيث سلمته ملفا كاملا يتضمن أسماء الأعضاء والجهاز التحضيري الذي أنهي قبل أيام وضع القانون الأساسي لهذا النادي ويقومون حاليا بالتشاور من أجل تحديد يوم لعقد الجمع التأسيسي والمصادقة على القانون الأساسي وبرنامج العمل وعلى أعضاء جهاز تسيير هذا النادي، وبعد قراءته لأهداف النادي هنأني السيد ثاباطيرو عن هذا المجهود وعبر لي عن إعجابه بالمشروع وبالأهداف المتوخاة منه، وقال لي بالنص الكامل:

    « إن هذا النادي يضم شخصيات إسبانية مرموقة لها وزنها وقيمتها في دواليب الحكومة وفي أجهزة الدولة عموما، وأنا شخصيا، كرئيس حكومة سابق، أعبر لك عن قبولي الإنخراط في هذا النادي، لكن بعد استشارتي للأجهزة الحكومية المشرفة على وضعنا الإداري في مجلس الدولة هذا الذي نلتقي فيه اليوم، لأنني تعلمت دائما الإنضباط لقرارات وقوانين المؤسسات الدستورية، ومع ذلك يمكنك أن تعتبرني من الآن عضوا كامل العضوية ب « نادي أصدقاء المغرب » لأن الإستشارة التي سأقوم بها هي مجرد إجراء مؤسساتي لابد منه، ثم إن انخراطي في « نادي أصدقاء المغرب » لن يكون سوى قيمة مضافة لتعاطفي مع المغرب، فأنا برهنت عن حبي للمغرب وتأييدي لقضيته الوطنية: ملف الصحراء طيلة المدة التي تحملت فيها مسؤولية رئاسة الحكومة الإسبانية ».

    وبعد حوالي ساعة ونصف من الحديث الأخوي الصادق حول كل القضايا والملفات، منها ماتمت الإشارة إليه سابقا ومنها مالا يسع التطرق إليه في هذه الورقة الإخبارية الإجمالية، بعد ذلك، أخذت لنا بعض الصور التذكارية وأكد لي السيد ثاباطيرو أنه سيجدد اللقاء بي لاحقا للتشاور معي حول ملفات أخرى تخدم العلاقات المغربية الإسبانية.

    وتفضلوا بقبول فائق التقدير والإحترام.

    بوغالب العطار

  • موجز حصيلة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون برسم سنة 2012

    موجز حصيلة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون برسم سنة 2012

    الصحراء الغربية المغرب الجزائر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون

    قضية الوحدة الوطنية والترابية:
    تحظى قضيتنا الوطنية الأولى بالمكانة الأبرز في أولويات الأجندة الدبلوماسية، وهي جوهرها الأساس، فبالإضافة إلى تخصيصها بمحور الدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية للمملكة، إلا أنها حاضرة أيضاً في محور تعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية الذي يتفرع إلى دوائر الانتماء والجوار والشراكة، ومحور تعزيز العلاقات متعددة الأطراف في جوانبها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، علاوة على محور دعم العمل القنصلي وتحديثه.

    فعلى مستوى مجلس الأمن الدولي، صودق بالإجماع على القرار 2044 حول الصحراء المغربية، كما تبنته بعد ذلك أجهزة الأمم المتحدة المعنية بالموضوع، خاصة الجمعية العامة في قرارها رقم A/RES/67/4 ولجنة 24. وهو قرار يدعم مسلسل المفاوضات كسبيل وحيد لتسوية هذا النزاع على أساس حل سياسي واقعي نهائي ومتوافق عليه من جميع الأطراف، كما يؤكد من جديد على أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

    القرار نفسه، حظي بدعم الوثيقة الختامية لمؤتمر حركة عدم الانحياز، المنعقد بتاريخ 26 غشت 2012 بطهران، حيث دعت الأطراف المعنية إلى الانخراط بجدية في المفاوضات مع التحلي بالواقعية وروح التوافق. وخلال نفس السنة جدد مجلس الأمن دعوته للمندوبية السامية للأمم المتحدة للاجئين، لإحصاء ساكنة مخيمات تندوف.

    على صعيد آخر قام المغرب بإجراء سحب الثقة من المبعوث الأممي، السيد كريستوفر روس، بعدما لوحظ من انحراف في مسار المفاوضات وتجاوز الوسيط للتفويض المخول له من قبل الأمين العام. وكنتيجة لهذا الإجراء، أعيد تأطير مهمة المبعوث الأممي وفقاً لمحددات تراعي الملاحظات التي أبداها الجانب المغربي في مذكرته الموجهة إلى الأمين العام، السيد بان كي مون. ومن ضمن هذه الملاحظات حصر مهمة الوسيط الأممي في تيسير الوصول إلى حل سياسي واقعي ومتفق عليه وفقاً لمنطوق القرار الأممي المشار إليه أعلاه. بالإضافة إلى فصل المسارات السياسية والحقوقية وإجراءات بناء الثقة عن بعضها البعض عكس ما كان يدفع باتجاهه المبعوث الخاص من توسيع لصلاحيات « المينورسو » إلى الحقل الحقوقي بصفة خاصة. كما أن من بين نتائج إجراء سحب الثقة، إعلان الوسيط الأممي الشروع في تقييم شامل لخمس سنوات من المفاوضات بجولاتها الأربعة الرسمية والتسعة غير الرسمية، من أجل انطلاقة جديدة، لمسار التسوية وإيجاد حل سياسي متوافق عليه.

    ولا شك أن هذا الإجراء، الذي اتخذه المغرب بعد تقييم طويل للمسار ومشاورات دامت قرابة السنة، يشكل نقطة تحول لإيقاف الاستنزاف الممنهج من الأطراف الأخرى للمقترح المغربي، ومحاولة تهريب المفاوضات من عمقها السياسي، نحو قضايا جانبية تخدم أجندة الطرف الآخر الذي يتخذ من هذه القضية ورقة لحساباته الضيقة في تصريف أزمته الداخلية وفرض نفسه كلاعب أساسي في القضايا الإقليمية. وبمبادرة المغرب هذه، تكون الدبلوماسية المغربية في طور الخروج من موقع ردود الفعل إلى موقع الفعل الإيجابي لإيجاد حل سياسي يحفظ ماء الوجه للأطراف، في إطار وحدة المغرب الترابية وتحت سيادته الوطنية. ونسجل هنا أيضاً إعلان المبعوث الخاص للأمين العام الأممي، سعيه لتحسين العلاقات بين المغرب والجزائر، وهو اعتراف ضمني بأن الجزائر طرف أساسي في عرقلة مسلسل التسوية، بل ذهب أبعد من ذلك في حواره مع الأحزاب المغربية، حين أعلن أن القوى العظمى لا تقوم بأي ضغط على الجزائر مراعاة لمصالحها الاقتصادية خاصة الطاقية.

    وفي إطار إنضاج الشروط والمناخ الإقليمي للحل الديمقراطي الذي يطرحه المغرب، تجدر الإشارة إلى أن المغرب وعياً منه بحقيقة الموقف الجزائري، سعى إلى استثمار التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، سواء بالمغرب العربي أو الساحل، وبادر إلى تخصيص الجزائر بأول زيارة رسمية لوزير الخارجية خارج المغرب، في إشارة واضحة للإرادة السياسية المغربية لتحسين العلاقات وحل القضايا العالقة وبناء نظام مغاربي جديد. وقد انتقل بعد ذلك إلى الرباط وزير الخارجية الجزائري ورافقه الوزير المنتدب في الشؤون المغاربية والإفريقية، كما تم الاتفاق بين الجانبين على إرساء آلية التشاور من خلال لقاء دوري نصف سنوي بين وزيري الخارجية في البلدين الجارين.

    ويستمد المغرب القوة في موقفه من الإجماع الوطني والقناعة المبدئية الراسخة في وحدة الشعب المغربي بكل مكوناته، ومن حقوقه الشرعية والتاريخية، ومن الحل الديمقراطي الذي يطرحه في مقترح الحكم الذاتي، وهو حل لا يمكن للأطراف غير الديمقراطية أن تقبل به، وهذا ما يفسر سلوكها في عرقلة كل المساعي الصادقة للخروج من النفق. إلا أن الطريق أمامنا غير مفروشة بالورود، فالخصوم، يمارسون حرب استنزاف دبلوماسي حقيقية ضد المغرب. فبعد المكاسب التي حققها المغرب على صعيد سحب اعترافات 37 بلداً بهذا الكيان المصطنع، وبعد أن أصبحت غالبية الدول الإفريقية تساند الموقف المغربي، انتقل الخصوم إلى تكتيك لتجييش المجتمع المدني الدولي، والحقوقي منه بالخصوص، فروجوا الأكاذيب إلى درجة استغلال صور مجازر ضد الفلسطينيين لإيهام الرأي العام الدولي بأنها أحداث وقعت في الصحراء. وإن كان هذا الأمر بالنسبة للمغرب، كجهاز دبلوماسي وكمؤسسات رسمية لحقوق الإنسان وكمجتمع مدني، يرفع تحديات جديدة ومعارك جديدة في ساحات جديدة، فإنه يؤكد مرة أخرى إفلاس أطروحة الطرف الآخر لأنه لا يجد حقائق يستند إليها فيلجأ إلى تلفيق الأكاذيب.

    وفي نفس السياق عمل المغرب على تعزيز حضوره وتكثيف مشاركته داخل المنظمات الإقليمية والدولية، للتصدي لمناورات خصوم وحدتنا الترابية. وقد تم إيلاء عناية خاصة لعلاقات التعاون مع الدول الإفريقية، وتحديداً لتلك التي تشكل عمقا استراتيجيا للمغرب كالنيجر ومالي وموريتانيا، والتي أصبحت مهددة بفعل التطورات الجارية بمنطقة الساحل والصحراء. بالإضافة إلى الدول الإفريقية التي تربطها بالمغرب تقاليد صداقة عريقة لا تتأثر بالظرفية السياسية المتقلبة. وفي هذا الصدد انعقدت لأول مرة ندوة السفراء المغاربة المعتمدين لدى الدول الإفريقية برئاسة وزير الخارجية في غشت 2012.

    وفي إطار مقاربتها لإشراك فاعلين من المجتمع المدني خاصة المشتغلين في المجال الحقوقي، عملت الوزارة على فضح أكاذيب خصوم المغرب، والتعريف بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها « جبهة الانفصاليين » في مخيمات تندوف، وانحرافها نحو كل أنواع الجريمة المنظمة بما فيها تهريب الأسلحة والمخدرات والتورط في شبكات الهجرة السرية. وقد بدأ الرأي العام الدولي يستوعب هذه التحولات والانحرافات داخل صفوف الانفصاليين، خاصة بعد تواتر أحداث اختطاف العاملين في المنظمات الإنسانية، وكذا التحاق الانفصاليين بالجماعات المتطرفة المقاتلة في الساحل وشمال مالي. الأمر الذي أصبح معه الانفصال يهدد كل دول المنطقة دون استثناء.

    الفضاء المغاربي:
    انصبت أولويات العمل الدبلوماسي والقنصلي خلال هذه السنة 2012، على اعتبار الفضاء المغاربي أداة للتكامل والاندماج بين الدول المغاربية، وخيارا استراتيجيا في مواجهة التكتلات الدولية، وإكراهات السوق العالمية.

    وفي هذا الإطار، كانت الجهود منكبة على تعزيز العمل المشترك متعدد الأطراف والعلاقات الثنائية مع البلدان المغاربية، عبر تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين المغاربة ونظرائهم في البلدان المغاربية، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتي شملت مختلف مجالات التعاون بين هذه البلدان، وكذا المشاركة الفاعلة في جل أشغال اللجن الكبرى المشتركة والاجتماعات المنعقدة في إطار الاتحاد المغاربي، ومنها أشغال مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد المنعقد بالرباط، والاجتماع الأول لوزراء الشؤون الدينية بنواكشوط التي احتضنت أيضا اجتماعاً وزارياً ثانياً للبنية الأساسية، والاجتماع الوزاري الخاص بالقضايا الأمنية المنعقد بالجزائر، وأخيراً المؤتمر الوزاري الإقليمي حول أمن الحدود المنعقد بطرابلس. كما تواصلت إجراءات إنشاء المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية، وهو يشكل نقطة تحول هامة في تطوير علاقات التعاون الاقتصادي بين دول الاتحاد.

    ولأننا نعتبر أن تعزيز مناخ الثقة بين المغرب والجزائر، هو أحد أهم مرتكزات هذا التوجه الوحدوي المغاربي، فقد تمت برمجة سلسلة جديدة من اللقاءات والزيارات بين عدد من المسؤولين بالبلدين تهم قطاعات مختلفة، من أجل الدفع نحو تطبيع العلاقات وفتح الحدود المغربية الجزائرية وتعزيز فرص التبادل التجاري وتحرير حركة تنقل الأشخاص والرساميل وإقامة المشاريع المشتركة بين البلدين الجارين. وقد توجت بالاتفاق على عقد لقاء دوري نصف سنوي بين وزيري خارجية البلدين.

    هذا فيما نسعى بحزم لاستثمار جميع الإمكانات والطاقــات المتاحة مع موريتانيا لتعزيز شراكــــة دائمــــة و إستراتيجية تهم القطاعات ذات الأولوية بالنسبة للبلدين، ولتعزيز هذا التوجه قام وزير الخارجية بزيارة رسمية لنواكشوط.

    بالطبع نحن واعون، بأن كل هذه الجهود المبذولة والمسطرة، تحتاج منا استمرار العمل الدؤوب لإصلاح منظومة الاتحاد، ومتابعة الإعداد لإنجاح القمة المغاربية المزمع عقدها قبل نهاية سنة 2012، لتكون لحظة ميلاد النظام المغاربي الجديد. وتواصل الوزارة جهودها لتسطير الإجراءات العملية اللازمة لإنشاء منطقة التبادل الحر والمجموعة الاقتصادية المغاربية.

    الفضاء العربي الإسلامي:
    تميزت سنة 2012، بالزيارة الملكية إلى أربع دول خليجية هي السعودية والكويت والإمارات وقطر بالإضافة إلى الأردن. وقد شكلت هذه الزيارات الحدث الأبرز خلال هذه السنة في العلاقات المغربية العربية، باعتبارها أعطت دفعة قوية للشراكة الإستراتيجية مع دول مجلس التعاون. كما عرفت هذه السنة تبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم في المشرق وخاصة بالسودان والعراق ومصر إضافة إلى قطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت. وشهدت انعقاد لجن التشاور السياسي والاستراتيجي والتنسيق القطاعي مع كل من مصر والسودان وسلطنة عمان، مما يؤكد انخراط المغرب في تقوية وتنويع آليات التعاون الثنائي.

    من جانب آخر، عبر المغرب عن انخراطه القوي في البحث عن حل للازمة السورية والتضامن مع الشعب السوري، من خلال عدد من الإجراءات العملية أبرزها، تقديمه لمشروع قرار إلى مجلس الأمن في شهر فبراير 2012 لحل الأزمة السورية، ومشاركته الفعالة في جميع اجتماعات ومبادرات جامعة الدول العربية، ومشاركته ضمن بعثة مراقبي الجامعة العربية وبعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، وكذا المشاركة في اجتماعات مجموعة أصدقاء الشعب السوري… كما شكلت مبادرة المملكة المغربية، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس لإقامة مستشفى ميداني متعدد الاختصاصات بمخيم الزعتري بالأردن، معطى بارزا في هذا الإسهام الإيجابي للمغرب نصرة لقضية الشعب السوري الشقيق.

    كما وقع المغرب عددا من الوثائق القانونية ومذكرات التفاهم مع كل من مصر والسودان والأردن وفلسطين وقطر والكويت، وأرسل بعثات اقتصادية وتجارية مغربية في زيارات عمل لكل من السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، كما رخص للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات بالبدء في ممارسة نشاطها انطلاقا من أبوظبي. وكان انطلاق مشروع بناء المقر الجديد للمعهد العالي للقضاء في منطقة Technopolis، إيذانا بمساهمة قطر بنسبة 50% في تمويل هذا المشروع، بما يعادل 14 مليون دولار.

    مجلس التعاون الخليجي:
    أفضت شراكة المغرب مع بلدانه، إلى الحصول على دعم مالي على شكل منح بمبلغ 5 مليارات دولار توزع على خمس سنوات، وقد تشكلت لهذا الغرض « لجنة مشتركة للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي من كبار المسؤولين في وزارات الخارجية من الجانبين ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون ». من مهامها دعم التعاون المشترك في المجال السياسي ورفع التوصيات للاجتماعات الوزارية المشتركة والإشراف على متابعة اجتماعات « فرق العمل المتخصصة ». وفي هذا الإطار تم إحداث عشر « فرق عمل متخصصة »، كما تم إعداد خطة عمل مشتركة للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون تتضمن المجالات الرئيسية للتعاون برسم السنوات 2012 -2017.

    جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي:
    شارك المغرب بفاعلية في أشغال كافة الاجتماعات العربية والإسلامية التي عقدت خلال السنة الجارية، وذلك لتعزيز دور بلادنا في الهيئتين، بما يمكنه من الدفاع عن مصالحه الحيوية، كما استفاد بما يناهز 610 مليون دولار خلال الثلاث سنوات الماضية من التمويلات التي يقدمها البنك الإسلامي للتنمية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي لإنجاز مشاريعه الكبرى ودعم خططه وبرامجه التنموية. كما عملت الوزارة على دعم منظمات المجتمع المدني للمشاركة في العمل العربي المشترك.

    القضية الفلسطينية
    تبرز القضية الفلسطينية كأحد أبرز القضايا الدولية التي تحظى بتعاطف دولي كبير، ولهذا وانسجاما مع سياسته الداعمة والمساندة للقضايا العادلة للأمتين العربية والإسلامية، ظل المغرب يساند هذه القضية، من خلال الجهود الدؤوبة التي يقوم بها جلالة الملك بصفته رئيسا للجنة القدس الشريف، والمشاريع التنموية والإعمارية التي تنفذها وكالة بيت مال القدس لفائدة ساكنة المدينة المقدسة، ومن خلال المساهمة الفعالة في أشغال اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مبادرة السلام العربية المنبثقة عن الجامعة العربية، ونقل المواقف العربية بشأن هذه القضية والدفاع عنها في اجتماعات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك من موقع المغرب العضو العربي الوحيد غير الدائم في المجلس.

    الفضاء الإفريقي:
    انطلاقا من كون القارة الإفريقية تشكل عمقا استراتيجيا للمغرب وبالنظر للعلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والروحية المتميزة معها وتعزيزاً للتعاون جنوب- جنوب، تميز العمل الدبلوماسي برسم 2012 بنشاط مكثف على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف.

    على المستوى الثنائي: زار بلادنا رئيس حكومة ساوطومي وبرينسيبي والوزير الأول المالي بالإضافة إلى وزير الدولة الغيني ووزراء خارجية كل من السنغال وغامبيا والنيجر وإريتريا وسيراليون. كما عقدت اجتماعات اللجان المشتركة المغربية مع النيجر وغامبيا وبوركينا فاصو والكونغو والكاميرون .

    وفي نفس السياق قام وزير الخارجية بزيارة كل من بوركينا فاصو والنيجر والكوت ديفوار، وذلك في إطار دعم المملكة المغربية لدول الجوار في مواجهة تداعيات الأحداث الدائرة شمال مالي. وقدم المغرب مساعدات إنسانية للاجئين في هذه البلدان بالإضافة إلى الجارة موريتانيا.

    أما على المستوى متعدد الأطراف، فقد قام وزير الخارجية بزيارة إلى أديس أبابا على هامش الدورة 18 للاتحاد الإفريقي بالإضافة إلى زيارة الوزير المنتدب على هامش الدورة 19. واستضافت بلادنا أشغال الاجتماع الرابع لمؤتمر طوكيو حول التنمية في إفريقيا، وشارك المغرب في منتدى التعاون الكوري- الإفريقي ونظيره الصيني –الإفريقي.
    ودعماً للسياسة الإفريقية للمغرب، ترأس المغرب الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء بالرباط يوم 11 يونيو 2012. كما نظمت الوزارة وللمرة الأولى، يوم 13 غشت 2012، ندوة السفراء المغاربة المعتمدين بإفريقيا خصصت لتقييم العمل الدبلوماسي المغربي بالقارة ومناقشة آفاق تطويره.

    ومن بين أبرز المحطات في الأجندة الدبلوماسية لهذه السنة، نسجل احتضان المغرب لأشغال خبراء المؤتمر الوزاري للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، في أفق تأسيس منظمة تحمل نفس الاسم يكون مقرها الرباط. حيث ستشكل آلية قوية للتعاون المشترك بين المغرب والدول الإفريقية المعنية.

    الفضاء الأورو – متوسطي:
    يشكل هذا الفضاء الاستراتيجي أولوية كبرى ومجالا هاما للتعاون والشراكة مع دول الجوار الأورو- متوسطي، وقد سجلت خلال هذه السنة مشاركة المغرب الفعالة في أشغال القمة الثانية لرؤساء الدول والحكومات بمالطا يومي 5 و6 أكتوبر2012 وكذا في مختلف الاجتماعات الدورية للاتحاد ومجلس محافظي مؤسسة ”أناليندا“ لحوار الثقافات والندوات القطاعية الأخرى.

    وتعزيزاً للشراكة السياسية والقطاعية من خلال جميع منتديات الفضاء الأورو- متوسطي، احتضن المغرب الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والاجتماع الثامن للمكتب الموسع للجمعية الاقليمية والمحلية الأورومتوسطية بالإضافة إلى الورش التقني الجهوي للسياسة البحرية المندمجة بالبحر المتوسط. ونذكر بتولي المغرب منصب الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، والرئاسة المشتركة للجمعية البرلمانية من أجل المتوسط، بالإضافة إلى رئاسة مبادرة 5+5 لقضايا الدفاع، وكذا رئاسة مؤسسة أناليندا لحوار الثقافات.

    الإتحاد الأوروبي:
    يعد الإتحاد الأوروبي شريكا مهما للمملكة وتجمعهما شراكة إستراتجية. وتنصب الجهود على دعم المكتسبات وتعزيز الحوار وفتح آفاق جديدة لتطوير التعاون مع مؤسسات الاتحاد الأوربي.

    على مستوى الاتحاد الأوروبي، دخلت عدة اتفاقيات حيز التنفيذ في مجالات التجارة والفلاحة كما تم استئناف المفاوضات حول الصيد البحري. وقد تم التوقيع على اتفاقية ”برنامج إنجاح الوضع المتقدم“ بغلاف مالي قدره 181 مليون أورو لتقريب القوانين المغربية من نظيرتها الأوروبية وقد دخل شطره الأول حيز التنفيذ. كما خصص الإتحاد الأوروبي مبلغ 112 مليون أورو من أجل دعم سياسة تدبير وحماية الغابات وتدبير مالية الإدارة العمومية، علاوة على منح البنك الأوروبي للاستثمارات قروضا مالية للمملكة.

    أما على المستوى الثنائي، نسجل تدعيم آليات التعاون المشترك من خلال عقد اللجان المشتركة مع إسبانيا وبلجيكا. وكذا إقامة مشاورات سياسية بشكل منتظم مع فرنسا، البرتغال، ألمانيا، المملكة المتحدة، ايطاليا، لوكسمبورغ، كرواتيا، هولندا، واليونان. كما تعزز الإطار القانوني بالتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تهم التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والاجتماعي.

    دول أوروبية خارج الاتحاد الأوروبي:
    عمل المغرب على تدعيم سياسة الانفتاح إزاء شركاء جدد كتركيا، ودول البلقان ودول أوروبا الشرقية والوسطى والشمالية ودول البلطيق، معتمدا في ذلك على تعزيز الإطار القانوني، وتكثيف الزيارات المتبادلة وإقامة مشاورات سياسية بشكل منتظم، وإنعاش العلاقات الاقتصادية والتجارية. وتعزيزاً للانفتاح على هذه المناطق قام وزير الخارجية بزيارة لتركيا تعتبر الأولى من نوعها خلال أزيد من عشرين سنة، علماً أن تركيا تعد من الاقتصاديات الصاعدة وهي عضو في مجموعة العشرين او ما يعرف بـ « G20 ».

    الفضاء الامريكي:
    شهد شهر أكتوبر هذا العام، عقد الدورة الأولى للشراكة الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن.

    كما عرفت هذه السنة مواصلة المفاوضات من أجل التوقيع على اتفاقية للتبادل الحر بين المغرب و كندا، أعقبها تدشين المركز الثقافي المغربي في مونتريال، وتبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم من أمريكا الجنوبية: البيرو والشيلي والبرازيل. وهو ما سمح بمشاركة المغرب في لقاءات ومناسبات هامة، وبقيام وفود برلمانية مغربية وفعاليات من المجتمع المدني بجولة في كل من كندا والسلفادور والبيرو والبرازيل، فضلا عن الزيارات التي قامت بها وفود من القارة الأمريكية للمغرب.

    جهود المغرب في الانفتاح على هذه القارة، أفضت عمليا إلى الافتتاح الفعلي لسفارة المغرب في غواتيمالا، وإصدار كولومبيا قرارا بإعادة فتح سفارتها بالرباط، كما قررت دولة الشيلي فتح مكتب تجاري لوكالة ترويج الصادرات الشيلية (PROEXPORT) بالدارالبيضاء.

    فضاء آسيا والأقيانوس:
    ووعيا منها بالمكانة التي أصبحت تتبوؤها الاقتصاديات الآسيوية عالميا، عملت الوزارة على تعزيز علاقاتها بدول آسيا والأقيانوس، وفي هذا الصدد تم تسجيل عدد من المنجزات الهامة برسم سنة 2012، أبرزها عقد مشاورات سياسية مع كل من اليابان والصين والهند، والتأسيس للحوار السياسي مع أستراليا.

    تحقيق فائض تجاري مهم مع الهند يقدر بحوالي 500 مليون دولار لصالح المغرب؛ استفادة المغرب من قرض تفضيلي من الحكومة اليابانية بقيمة 01 مليار درهم، بالإضافة إلى هبات على شكل معدات؛ واستفادة المغرب من خط ائتمان من الحكومة الصينية بقيمة 240 مليون دولار.

    كما استفادت أطر مغربية من برامج تكوينية في عدة مجالات بكل من الصين واليابان وماليزيا…وكذا مجموعة من الطلبة المغاربة من منح دراسية ببعض الدول الآسيوية، في حين تم تخصيص مقاعد بيداغوجية بالمؤسسات المغربية للطلبة الأسيويين، علاوة على استقبال خبراء ومتطوعين آسيويين من الصين واليابان وكوريا الجنوبية في ميادين الصحة والفلاحة والتكنولوجيات الحديثة والصيد البحري والتربية والتعليم العالي والتنمية القروية. كما تم إطلاق شراكات في مجال التكوين لفائدة الدول الإفريقية خاصة مع الصين واليابان.
    وفي علاقته بالهند كقوة اقتصادية صاعدة، تم تعزيز الشراكة المغربية الهندية في قطاع الفوسفاط، كما توجت هذه السنة الأنشطة الترويجية التي قام بها المغرب، باستقطاب الصناديق السيادية الاستثمارية الآسيوية، كالصندوق الصيني للتنمية بإفريقيا والذي تجري حاليا المشاورات بشأن فتح تمثيلية له بالمغرب. إلى جانب جلب المزيد من الاستثمارات الآسيوية وترويج المنتوج المغربي التجاري والسياحي بهذه المنطقة. كما أبرمت اتفاقيات مع جل دول المنطقة الآسيوية في ميادين تشجيع الاستثمارات وتفادي الازدواج الضريبي والتعاون الاقتصادي والثقافي والتقني.

    هذا وقد عرفت بلادنا، في إطار منتدى التعاون الهندي-الإفريقي، إنشاء معهد للتكوين في ميدان التقنيات الحديثة بالمغرب. وتمت دراسة مشروع إقامة شراكة بين المغرب والصين لإطلاق التعاون الثلاثي تجاه الدول الإفريقية الفرانكفونية.
    الدبلوماسية متعددة الأطراف:
    نسجل حضور المغرب المتميز في مجموعة 77+الصين وكذا المجوعات الإقليمية كالمجموعة الإفريقية والمجموعة العربية، توج بقبوله عضوا في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لغرب آسيا (ESCWA)، بالإضافة إلى عضويته في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأممية لأفريقيا (CEA).

    كما احتضن المغرب عددا من المؤتمرات و اللقاءات الدولية الهامة مثل المؤتمر الدولي بالرباط من 26 إلى 28 نوفمبر 2012 حول « الخروج من مدن الصفيح: تحدي عالمي في أفق 2020 « ، والملتقى الدولي، حول « الميزانية المبنية على النوع » الذي عقد بمراكش من 8 إلى 10 نوفمبر2012.

    الدبلوماسية الاقتصادية:
    كانت لبلادنا مشاركة فعالة في عدد من الملتقيات الدولية ذات الطابع الاقتصادي كالمتعلقة بشراكة دوفيل، ومواكبة عملية للمفاوضات المتعلقة باتفاق التبادل الحر بين المغرب وكندا وتطبيق اتفاقات التبادل الحر الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما تم إعداد الشق الاقتصادي للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وكذا « مؤتمر تنمية الأعمال » المُزمع عقده بواشنطن، يوم 3 دجنبر 2012. وفي ذات السياق عملت الوزارة على تنظيم مؤتمر حول الترويج للاقتصاد المغربي لفائدة السلك الدبلوماسي المُعتمد في المغرب؛ ومائدة مستديرة تجمع بين المتدخلين والفاعلين الاقتصاديين المغاربة، من جهة، والمستشارين الاقتصاديين لدى البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية المغربية بالخارج، من أجل بلورة ” خطة طريق استراتيجية  » تهدف إلى الترويج للاقتصاد المغربي في الخارج؛ كما قامت بمبادرات هامة من أجل الترويج للإمكانات الاقتصادية لمختلف مناطق المغرب، وذلك بالتنسيق، خاصة، مع غُرف التجارة والصناعة والخدمات، والمراكز الجهوية للاستثمار، ووكالات التنمية الجهوية؛ كما عملت على تنظيم « حدث جانبي »« side event » ، خلال المنتديات والتظاهرات الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو التجاري، من أجل التعريف بالمؤهلات الاقتصادية و التجارية للمغرب؛

    الديبلوماسية الثقافية:
    باعتباره من الأدوات الأساسية في كل إستراتيجية تروم التحديث والتطور، وتكريس انفتاح بلادنا على العالم: فقد شاركت بلادنا في وضع آخر اللمسات على المفاوضات بشأن اتفاق حول وضع المدارس الأمريكية في المغرب، وعقدت اتفاق الشراكة الإستراتيجية للتنمية والتعاون التربوي والثقافي والتقني مع إسبانيا؛ كما فتحت الملف المتعلق بالوضع القانوني للمرافق التجارية المقامة في المراكز الثقافية الأجنبية بالمغرب؛ وأنهت المفاوضات حول وضعية المدارس الكاثوليكية في المغرب؛ وبالإضافة إلى التوقيع على اتفاقية افتتاح مدرستين تابعتين لسفارة فرنسا في مدن العيون والداخلة وكامتداد لمدرسة أندريه مالرو في الرباط ؛ فقد أعطيت انطلاقة المفاوضات حول وضعية التعليم في المراكز الثقافية الأجنبية في المغرب.

    الدبلوماسية العامة:
    فقد اعتمدت الوزارة منتوجا تواصليا ذي جودة عالية و يساير متطلبات العصر، من حيث سعت لمواصلة تحسين المواد الإخبارية قصد ملاءمتها مع التطورات واستجابتها لمتطلبات متلقيها، مع وضع نظام للإخبار المبكر عبر الرسائل المحمولة، يستفيد منه كبار مسؤولي الوزارة؛ كما عمدت لترجمة موقع الوزارة إلى اللغة الإنجليزية؛ واعتمدت وسائل وظيفية في مجال الإعلام من مطبوعات وأدوات سمعية بصرية وأقراص ومفاتيح مدمجة، من شأنها التعريف بالإصلاحات التي تعرفها بلادنا، ووضعها رهن إشارة الصحافة والفاعلين غير الحكوميين، سواء داخل الوطن أو خارجه، وذلك عن طريق التمثيليات الدبلوماسية؛ وسهرت الوزارة على مواصلة تأطير ومواكبة وتنسيق الزيارات التي تقوم بها الوفود الإعلامية والصحفية لبلادنا، وبرمجة لقاءات مع المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين بغية اطلاع هذه الوفود على الإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة والمنجزات التي تحققت في كافة المجالات؛ والوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإصدار مجلة كل ثلاثة أشهر تعنى بالشأن الدبلوماسي المغربي.

    هذا وتواكب الوزارة عمل الدبلوماسية البرلمانية والحزبية وتطوير الشراكة مع المنظمات غير الحكومية ومراكز البحث: حيث تعقد عدة اجتماعات متجددة مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ومجلس المستشارين، وتضع رهن إشارة النواب مذكرات وأوراق تقنية تتعلق بعلاقات بلادنا مع دول أجنبية؛ كما تضع ضمن مخططاتها الانفتاح أكثر على الأحزاب السياسية المغربية، وتعزيز الشراكة مع المنظمات غير الحكومية المغربية، عبر تمكينها من الولوج إلى المعلومات الموثوقة التي تخص بلادنا، مع إمكانية مساعدتها في إنجاح تنظيمها أو حضورها لتظاهرات و لقاءات دولية؛ وتسعى لتقوية إطار شراكة المنظمات غير الحكومية المغربية مع نظيراتها في الخارج؛ والتوقيع على اتفاقيات شراكة مع مراكز مغربية للأبحاث، بهدف الاستفادة من الدراسات التي تنجزها، والعمل معها من أجل تنظيم ندوات وموائد مستديرة داخل وخارج الوطن حول القضايا التي تهم بلادنا.

    وكالة التعاون الدولي
    وفي إطار تقوية آليات الدبلوماسية المغربية، اختار المغرب وضع وكالة التعاون الدولي، قاطرة فعالة لخدمة توجهات السياسة الخارجية للمغرب القائمة على: الانفتاح على العالم، وتدعيم التعاون الثنائي مع الدول الشقيقة و الصديقة، وتعزيز التعاون جنوب جنوب، والمساهمة في تكريس الإشعاع الدولي لبلادنا، وتوسيع مناطق عمل الوكالة وتواجدها لتشمل دول الكاريبي والأقيانوس وشرق افريقيا، وكذا تكثيف المبادرات في إطار التعاون الثنائي و متعدد الأطراف في عدد من المجالات:
    وفي هذا الإطار، أفضت مجهودات المغرب، إلى تسجيل 9 ألف طالب اجنبي بالمؤسسات و المعاهد العليا المغربية، منهم 2500 طالب سنويا، كما يبلغ عدد المستفيدين من المنح 7500 طالب بغلاف مالي 65,1 مليون درهم و من الايواء 1200 طالب، إضافة إلى تخصيص 100 منحة تدريب للأطر الاجنبية في قطاعات مختلفة بتكلفة 1.354.500,00 درهم. كما تم تخصيص مبلغ مالي قدره 6 مليون درهم لإيفاد أطر مغاربة لعدد من الدول الافريقية لتقديم المساعدة التقنية والخبرة،

    وعلى صعيد التعاون الثقافي: تم رصد مبلغ 1,7 مليون درهم سنويا لدعم جمعيات قدماء خريجي المعاهد الوطنية الأجانب و بعض جمعيات الصداقة مع المغرب كجمعية الصداقة المغربية المالية ولتنظيم لقاءات دولية، بالإضافة إلى تحمل نفقات تسيير المركز الثقافي المغربي بنواكشوط. وعرفت مساهمات بلادنا: اعتماد غلاف مالي يبلغ 70 مليون درهم لتغطية نفقات انجاز عدد من البرامج والمشاريع التنموية وخاصة في القارة الافريقية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 5 مليون درهم لتحمل نفقات تسيير عدد من المؤسسات والمعاهد العلمية الافريقية، ناهيك عن الإعانات الانسانية التي خصص لها مبلغ يفوق 9 مليون درهم على شكل مواد غذائية و أدوية أومساعدات مالية لفائدة كل من بوركينا فاصو والنيجر و سوريا

    العمل القنصلي:
    وعلى صعيد دعم العمل القنصلي، تمت تقوية الشق المتعلق بالاستثمار في إطار ميزانية SEGMA من أجل اقتناء وإعادة بناء وتجهيز مقرات قنصلياتنا بالخارج (إعادة بناء قنصليتينا بليل ورين بفرنسا)، كما تم إحداث قنصليتين عامتين بكل من جزر البليار وخيرونا بإسبانيا، ودعم قنصليتنا العامة ببولونيا، إثر الزلزال الذي ضرب إيطاليا بالوسائل البشرية (موظفون وأعوان عرضيون) والمادية ( كراء السيارات) وذلك لمساندة أفراد جاليتنا المنكوبين وتقديم الخدمات الإدارية والقنصلية بعين المكان؛ علاوة على تعزيز مصلحة التصديقات وذلك من خلال خلق ملحقة جديدة بمدينة الرباط؛ وإحداث موقع جديد متطور للنظام المعلوماتي E-zdiyad سيتم تعميمه بمراكزنا القنصلية مع نهاية السنة الجارية؛ كما تم تدعيم مصلحة الحالة المدنية بمراكزنا القنصلية بأعوان عرضيين، خلال فترات الاكتظاظ؛ وتمخض انعقاد اللجن القنصلية المختلطة مع تونس و مصر عن نتائج إيجابية لفائدة جاليتي البلدين؛ وشاركت بلادنا في عدة ملتقيات دولية حول الهجرة بدكار ومدريد وبروكسيل.

  • طرد من منظمة أممية بسب دفاعه عن المغرب

    طرد من منظمة أممية بسب دفاعه عن المغرب

    ادريس مزابي  مكتب الامم المتحدة لمكافحة الجريمة و المخدرات للشرق الاوسط وشمال افريقيا بالقاهرة مسعود كريمي بول المغرب حقوق الإنسان 

    الى معالى الدكتور وزير عز الذين العثماني
    وزير الشؤون الخارجية و التعاون
    الرباط – المملكة المغربية

    سلام تام بوجود مولانا الامام اعزه الله ونصره
    تحية طيبة وبعد

    يشرفني معاليك ان ارفع الى معاليك طلب هذا عسي ان يلقي اهتمام ورعاية من سيادتكم ، انا مواطن مغربي حامل رقم البطاقة الوطنية رقم EN690025 حاصل على ليسانس في القانون العام من جامعة الحسن الثاني سنة 2001 واتجهت الى القاهرة للاستكمال دراستي في القانون الدولي و القانون الدولي الانساني ، وحصلت على مجموعة من الشهادات العلمية و دورات تدريبية عملت كباحث قانوني بالامانة العامة لجامعة الدول العربية ادارة الشؤون القانونية مع معالي السفير رضوان بن خضراء وهو مغربي في مجال مكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية و خاصتا الجرائم الارهابية لمدة خمس سنوات و عملت خمس سنوات مع مكتب الامم المتحدة لمكافحة الجريمة و المخدرات للشرق الاوسط وشمال افريقيا بالقاهرة حيث كان يمثله معالى السفير محمد إمحمد عبد العزيز الذي يشغل الان وزير الخارجية لدولة ليبيا ، وفي سنة 2011 تم استقالة معالى سفير محمد عبد العزيز للانتقال الى منصب الجديد وحل محله استاذ مسعود كريمي بول الذي يحمل الجنسية الامريكية و دو اصول إيرانية. فهذا اخير تصرف معي بكل قصوى نتيجة دفاعي على المغرب حيث وصف المغرب في احد اجتماعات الداخلية بالمكتب انه لا يحترم الحقوق الانسان وقمت بتحرير رسالة خطية وتقديمها الى سعادة المراقب العام عبد الصمد المناقشي و العميد مطير مكتبه حميد العركوب ، ولكن للاسف لم يتم اتخاذ ايه اجراءات وبعد مدة اتخد هذا اخير اي مدير الجديد للمكتب مسعود كريمي بول قرار بإنهاء عقدي برغم ان عملت ذاخل المكتب لمدة ست سنوات بكل جد وتتضح من خلال السيرة الذاتية مجموعة من انشطة التي شاركت فيها و دراسات وأبحاث التي قمت بنشرها .

    فمعاليك انا الان دون عمل رغم ان لديه خبرة مكافحة لإرهاب و الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية و الفساد وفقا الاتفاقيات الدولية و الاقليمية والوطنية مدة ثلاثة عشرة سنة .
    ومنه اطلب من معاليك أنصاف لو سمحت .

    وأخيرا تقبلو كل الاحترام و التقدير
    ادريس مزابي
    رقم هاتف بالمغرب هو 0625230809

    السيرة الذاتية

    الاســـــــم ​:​إدريس مزابي
    تاريخ الميـــلاد ​:​12/12\ 1974
    مكان الميـــلاد ​:​الدار البيضاء – المملكة المغربية
    الجنسيــــــة​:​مغربي
    العنـــــوان​:​9 شارع السودان- الدقي- القاهرة- جمهورية مصر العربية
    42 زنقة ازيلال شارع محمد الخامس الدارالبيضاء – المملكة
    المغربية
    تليفـــــون​:​00201061604987


    المؤهـــل العلمى :
    1- شهادة الإجازة في الحقوق تخصص قانون عام من جامعة الحسن الثاني كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – المحمدية – المملكة المغربية
    2-دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولى بتقدير جيد من جامعة عين شمس كلية الحقوق –القاهرة

    الخبرة المهنية .
    1-​ أغسطس 2004 – أبريل 2009: باحث قانوني بإدارة الشؤون القانونية – الأمانة العامة لجامعة الدول العربية٠
    2-​ ابريل 2009 – فبراير 2013 : مستشار في المجالى القانوني والأمني بمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات – فرع مكافحة الإرهاب الدولي .
    الدورات التدريبية
    1- 2007/4/23 – 2007/5/4: دورة تدريبية مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مجال القانون الدولي الانساني ببيروت
    2- 2004/2/15 – 2004/4/6: دورة تدريبية في الاعداد للعمل في السلك الدبلوماسي – مركز الخدمة العامة والتنمية الاجتماعية – جامعة عين شمس – القاهرة.
    3- 2004/12/11: دورة تدريبية في مكافحة الجرائم المصرفية – مركز البحوث و دراسات مكافحة الجريمة ومعاملة المجرمين – جامعة القاهرة.

    4- 2005/2/19 – 2005/2/23: دورة تدريبية صباحية في حقوق الانسان – مركز حقوق الانسان –جامعة القاهرة.
    5- 2005/2/19 – 2005/2/23: دورة تدريبية مسائية في قانون محكمة الاسرة – مركز البحوث والاستشارات القانونية والتدريب المهنى القانوني – كلية الحقوق – جامعة الحلوان.
    6 – 02 / 04/ 2005 دورة تدريبية في جريمة غسيل الاموال من مركز البحوث ودراسات مكافحة الجريمة ومعاملة المجرمين –جامعة القاهرة من 02\04\2005الى 07\04\2005 (مرفق7(.

    6-دورة تدريبية في المشكلات العملية في جرائم الشيك من مركز البحوث والاستشارات القانونية والتدريب المهنى القانوني بكلية الحقوق –جامعة حلوان في الفترة من 02\04\2005الى 07\04\2005 (مرفق 8( .
    7-دورة تدريبية علي قضايا حقوق الانسان بالمركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان في الفترة من 01\08\2005الى 17\08\2005 (مرفق 9( .
    8-دورة تدريبية في الجريمة المنظمة من مركز البحوت ودراسات مكافحة الجريمة ومعاملة المجرمين من 04\03\2006الى 09\03\2006(مرفق10( .
    9-دورة تدريبية في نظم وإجراءات الشهر العقاري والتوثيق والسجل العينى من مركز الدراسات القانونية والاقتصادية –كلية الحقوق – جامعة عين شمس من 04\03\2006الى 08\03\2006 (مرفق11( .

    10-دورة تدريبية في جرائم البنوك من مركز الجريمة ومعاملة المجريمين –كلية الحقوق –جامعة القاهرة 03\12\2006الى 07\12\2006 (مرفق12(
    11- دورة تدريبية في تقنية ألمعلومات \05\2005 الى 07\01\2005 (مرفق 13 .(
    المشاركة في الندوات والمؤتمرات:
    1. لمشاركة في الاجتماع الثامن عشر للجنة خبراء وممثلى الدول العربية لتنسيق المواقف العربية بشأن الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية للتحضير لمؤتمر الامم المتحدة الحادي عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية بالجامعة الدول العربية الامانة العامة ايام 20-24\02\2005 (مرفق14(
    2-المشاركة في التحضير والتنظيم الاجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العدل العرب والمشاركة في ندوة السياسة الجنائية في الوطن العربي التى عقدت في مدينة مراكش خلال الفترة 24\04\2006الى 27\04\2006 بأمر تكليف رقم 335 بتاريخ 16\04\2006 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –القاهرة (مرفق15(
    3-المشاركة في الاجتماع السابع والثلاثين للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العدل العرب مع ادراة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق 16(
    4-المشاركة في الدورة الثالثة والعشرين لمجلس وزراء العدل العرب مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –القاهرة (مرفق17

    5-المشاركة في الاجتماع المشترك لممثلي مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب لإعداد مشروع الاتفاقية العربية لمكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –ايام 12-14\06\2007 (مرفق18(
    6- المشاركة في الاجتماع المشترك لخبراء مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب لمراجعة مشروع الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية ايام 22-24\04\2007 بالقاهرة (مرفق19(
    7-المشاركة في اجتماع فريق الخبراء العرب لدراسة الاليات القانونية لحماية الشعب الفلسطيني وملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –ايام 19-21\04\2007 (مرفق 20(
    8-المشاركة في الاجتماع لممثلي مجلسى وزراء العدل والداخلية العرب ولاستكمال وإعداد مشروع القانون العربي الاسترشادى لمكافحة الفساد مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – ايام 15-19\04\2007 بالقاهرة (مرفق21(

    9-المشاركة في اجتماع فريق الخبراء المعنى بمكافحة الارهاب مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –ايام 27-28\08\2007 بالقاهرة (مرفق22(
    10-المشاركة في المؤتمر مكافحة جرائم تقنية انظمة المعلومات المنظمة من طرف وزارة العدل المصرية بالتعاون مع المكتب الامم المتحدة المعنى بالمكافحة الجريمة والمخدرات ممثل ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –أيام 25-27\11\2007 بالقاهرة (مرفق23(
    11-المشاركة في اجتماع اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان في دورتها الثالثة والعشرين مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق24(
    12-المشاركة في ورشة عمل حول « الية مواجهة الاتجار بالأشخاص في التشريعات العربية  » مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –ايام 28\10\2007 بالقاهرة (مرفق25(
    13-المشاركة في الاجتماع المشترك لخبراء مجلسي وزراء العدل و الداخلية العرب لمراجعة مشروع الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –ايام 2-5\06\2008 القاهرة (مرفق26(
    14-المشاركة في لجنة خبراء وممثلي الدول العربية لتنسيق المواقف العربية بشان المؤتمرات والاتفاقيات الدولية لتقيم أثار ونتائج اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –القاهرة (مرفق 27(
    15-المشاركة في لجنة خبراء وممثلي الدول العربية لتنسيق المواقف العربية بشأن المؤتمرات والاتفاقيات الدولية لإعداد مشروع « قانون عربي نموذجي للجرائم التى تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية  » مع ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة-جامعة الدول العربية القاهرة(مرفق 28(

    المشاركات العلمية في الندوات والمؤتمرات :
    15-اعداد دراسة حول التشريعات العربية في مجال مكافحة غسيل الاموال والجريمة المنظمة عبر الوطنية والفساد والإرهاب وملائمة القوانين العربية مع الاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة .بأمر تكليف رقم 313 بتاريخ 06\04\2006 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق29(
    16-المشاركة في اعداد اوراق العمل والوثائق التى شاركت بها الادارة القانونية في الاجتماع السادس للخبراء الحكوميين العرب في مجال تطبيق القانون الدولي الانساني المنعقد يومي 27-28\02\2007 بالتعاون بين جامعة الدول العربية واللجنة الدولية للصليب الاحمر ووزارة العدل المصرية والمساهمة في التحضير اللاجتماع وصياغة مشروع التوصيات التى صدرت عنه وإعداد تقرير عن اعمال هدا المؤتمر .بأمر تكليف رقم 67 بتاريخ 25\01\2007 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –القاهرة(30(
    17- اعداد وثائق وأوراق عمل قانونية حول القوانين الدولية والإقليمية وتجارب المنظمات الاقليمية والتشريعات الصادرة في الدول العربية حول مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب وذلك في اطار التحضير الاجتماع لجنة الخبراء المكلفين بأعداد المشروع الاولي للاتفاقية العربية لمكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب المنعقدة في مقر الامانة العامة من 10-11\06\2007 والمشاركة في التحضير الاجتماع اللجنة المشتركة لخبراء مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب لاستكمال اعداد مشروع الاتفاقية العربية لمكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب التي عقدت في القاهرة في الفترة 12-13-14\06\2007 والمساعد في التنظيم الفنى والعلمى لهذا الاجتماع .بأمر تكليف رقم 2316\3 من ادارة الشؤون القانونية –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق 31(

    18- المشاركة في المؤتمر الدولى الال لبرنامج دراسات وابحات الارهاب الذى عقد فى يومي 11-12\09\2006 حول موضوع الابعاد السياسية لتشريعات مكافحة الارهاب .بأمر تكليف من الامانة الفنية لمجلس وزراء العدل العرب (مرفق32(
    19-أعداد استبيان حول التشريعات الوطنية في الدول العربية المتعلقة بمكافحة الفساد والوراق عمل قانونية في اطار التحضير للندوة القانونية الوزارية العربية حول اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد المقرر عقدها في مقر الامانة العامة يومي 25-26\11\2006 والمساعدة في تنظيم الفني والعلمي للندوة .بأمر تكليف رقم 872 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق33(
    20-المشاركة في اعداد جدول أعمال ووثائق الاجتماع الخامس لفريق الخبراء العرب المعنى بمكافحة الارهاب المقرر عقده في مقر الامانة يومي 27-28\08\2007 .بأمر تكليف رقم 787بتاريخ 25\07\2007 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق34(
    21-اعداد ورقة حول ما جاء في تقرير منظمة الشفافية الدولية عن الفساد في الدول العالم فيما يتعلق بالدول العربية ومقارنته مع التقرير السابق للمنظمة والتعليق عليها وإعداد ورقة مقارنة لقانون الاحوال الشخصية العربي الموحد وبعض التشريعات العربية وخاصة مدونة الاسرة في المغرب والتعليق علي الدراسة النقدية التي اعدها الاستاد \شريف اسماعيل الفحام حول قانون محاكم الاسرة رقم 10 لسنة 2004 الصادر في جمهورية مصر العربية ومشروع القانون المقترح لتعديل أحكامه .بأمر تكليف رقم 1014 بتاريخ 02\10\2007 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة –(مرفق 35(

    22-اعداد وثائق عمل حول جهود جامعة الدول العربية في مجال مكافحة الاتجار بالبشر و التشريعات والتدابير التي قامت بها الدول العربية في هذا المجال في أطار التحضير لمشاركة ادارة الشؤون القانونية في المؤتمر العلمي حول مكافحة الاتجار بالبشر المقرر عقده في دولة قطر خلال الفترة 12-13\03\2008 .بأمر تكليف رقم 183 بتاريخ 26\02\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق 36(
    23-اعداد وثائق والوراق عمل في أطار التحضير لورشة العمل حول الصكوك القانونية المستحدثة الخاصة بمكافحة الارهاب المقرر عقدها بمقر الامانة العامة خلال الاسبوع الاول من مايو 2008 بالتعاون بين الجامعة العربية ومكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة .بأمر تكليف رقم 183 بتاريخ 26\02\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق36(
    24-اعداد الابحاث والدراسات القانونية الخاصة بالشبكة العربية القانونية وتجميع المواد العلمية .بأمر تكليف رقم 554 بتاريخ 10\06\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – القاهرة (مرفق 37(
    25-اعداد الابحاث والدراسات القانونية الخاصة بالشبكة العربية القانونية وتجميع المواد العلمية .بأمر تكليف رقم 609 بتاريخ 01\07\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –القاهرة (مرفق 38(
    26-اعداد الابحاث والدراسات القانونية الخاصة بالشبكة العربية القانونية وتجميع المواد العلمية .بأمر تكليف رقم 711بتاريخ 01\08\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –القاهرة (مرفق 39(

    27-اعداد الابحاث والدراسات القانونية الخاصة بالشبكة العربية القانونية وتجميع المواد العلمية .بأمر تكليف رقم 881 بتاريخ 01\09\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –القاهرة (مرفق 40(
    28-اعداد الابحات والدراسات القانونية الخاصة بالشبكة العربية القانونية وتجميع المواد العلمية وخاصة جميع القوانين الصادرة في الدول العربية .بأمر تكليف رقم 937 بتاريخ 16\10\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية – وذلك اعتبار من 01\10\2008وحتى 31\12\2008 (مرفق41(
    29-اعداد الابحاث والدراسات القانونية الخاصة بالشبكة العربية القانونية وتجميع المواد العلمية وخاصة القوانين الصادرة في الدول العربية .بأمر تكليف رقم 8 بتاريخ 04\01\2009 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية –وذلك اعتبارا من 01\01\2009الى غاية 31\03\2009 (مرفق 42
    30-المشاركة في ندوة « ظاهرة الاتجار بالبشر » المنظمة من طرف المجلس القومي لحقوق الانسان المصري والمقرر عقدها يوم 10\11\2008 بأمر تكليف رقم 7682\5 بتاريخ 04\09\2008 من ادارة الشؤون القانونية الامانة العامة –جامعة الدول العربية (مرفق43(
    31-زيارة العمل لدى جامعة نايف العربية للعلوم الامنية بأمر تكليف ومستند من مدير ادارة الشؤون القانونية بتاريخ 05\05\2007 (مرفق 44(
    32-المشاركة في ورشة العمل « نهب وتدمير الاثار والتراث الحضارى العربي  » بالدعوى من اتحاد المحامين العرب الامانة العامة القاهرة بتاريخ 09\05\2008 (مرفق 45(
    الدراسات والأبحاث العلمية
    33- دراسة حول سوسيولوجي وسيكولوجية الارهاب.
    34-حول دور التنشئة الاجتماعية في تكوين الفرد الارهابي
    35-دراسة حول محاكمات افراد العناصر الارهابية في المحاكم الفرنسية.

    36-السياسة الجنائية العربية وواقع الظاهرة الارهابية في الوطن العربي.
    37-قراءة قانونية في فوانيين مكافحة الارهاب في بعض الدول العربية.
    38-المواجهة الامنية والقانونية للجرائم الارهابية في الدول العربية.
    39-واقع وأفاق الاتفاقيات الدولية والإقليمية في خلق التحالف الدولي لمواجهة الانشطة الارهابية على المستوى الدولي.
    40- دورة مكافحة الجريمة المنظمة في الوقاية من الانشطة الارهابية.
    41-دراسة قانونية حول دور التعاون الدولي في مكافحة الجرائم المنظمة.
    42-دراسة حول مبدء تسليم المجرمين وفقا الاتفاقيات الدولية و الاقليمية.
    43-مكافحة اعمال القرصنة البحرية وفق الاتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار والصكوك الدولية لمكافحة الارهاب والاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية.

    -44 مجموعة من المحاضرات العلمية حول آليات مكافحة الفساد وفقا اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة 2003 تمشا مع القوانين الوطنية العراقية لمكافحة الفساد
    -55 دراسة حول آليات القانونية لمكافحة الجرائم الاتجار بالبشر في الأردن والمغرب ومصر ولبنان وليبيا و دول مجلس التعاون الخليجي .
    الأنشطة المنجزة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات بالقاهرة
    فرع مكافحة الإرهاب خلال الفترة من (5/4/2009 حتى 2013 \ 02 \30).
    -المساعدة في تحليل التشريعات الوطنية العربية لمكافحة الارهاب وفقا ما جاءت به الصكوك الدولية ذات الصلة بذلك وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الامم المتحدة و المؤتمرات الدولية والإقليمية ذات الصلة وتضمنت كل من : المغرب , الجزائر , تونس , ليبيا , مصر , الاردن , دول مجلس التعاون الخليجي , لبنان , سوريا , العراق .
    – مشاركة في مجموعة من ورش العمل الإقليمية والوطنية بالعروض و المحاضرات حول مكافحة الجريمة و المخدرات في المنطقة العربية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية ذات الصلة.

    – مشاركة في الملتقي العلمي حول قضايا الملاحة البحرية وتأثيرها على الأمن بالمحاضرة حول دور الصكوك الدولية لمكافحة الارهاب في تحقيق الامن للملاحة البحرية وذلك بالمقر جامعة نايف العربية للعلوم الامنية بالرياض في مارس 2012 .
    – مشاركة في الملتقي العلمي حول منظمات المجتمع المدني ودورها في تحقيق الأمن العربي الشامل ، ودلك بالمقر معهد الملكي للشرطة بالقنيطرة بالمملكة المغربية في نوفمبر 2011.
    – مشاركة في الملتقي العلمي نحو استراتيجية عربية لمكافحة الجرائم الاتجار بالبشر والتي عقدت بالمقر الامانة العامة للجامعة الدول العربية خلال الفترة 20 الى 22 ديسمبر 2011 بالقاهرة .

    ادريس مزابي
    خبير دولي في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والجرائم الارهابية
    استشاري مكافحة الارهاب بمكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة سابقاً
    باحث قانوني سابقا بإدارة الشؤون القانونية بالامانة العامة لجامعة الدول العربية
    باحث قانوني في القانون الدولي والقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان
    هاتف محمول : ٠٠٢٠١٠٦١٦٠٤٩٨٧
    بريد الكتروني :

  • الاستراتيجيات العشر للسيطرة على الشعوب

    المغرب، الدعاية، نعوم تشومسكي، تحريك الجماهير، 

    العنوان مأخوذ نصا من مقال للمفكر الامريكى ناعوم تشومسكى الذى اهتم كثيرا بمسألة الإعلام وتأثيراته المرعبة على الشعوب وإدارتها وتحريك إرادتها على ما يراد لها لا ما تريد هى فى سعيها الطبيعى نحو الحق والقوة والعدل والكرامة والحرية ..تشومسكى له فى المكتبات كتاب مشهور بعنوان (هيمنة الإعلام ) معظم أفكاره مستقاة من رواية جورج اورويل الشهيرة ( 1984م) التى كتبها عام 1948م وتنبأ فيها بدور وسائل الإعلام فى التحكم والسيطرة على مشاعر الناس وتوجيهها الوجهة التى تحددها السلطة المركزية وأوضح فيها الاستعداد المدهش لدى غالبية الناس لتصديق ما يقال لهم مهما كانت درجة مخالفته للعقل ..شرط أن يجرى ترديده بالدرجة الكافية من التكرار وإذا ما اقترن هذا الترديد والتكرار بإثارة الشعور بما يسميه أورويل (الوطنية الساذجة )التي تنطوي على التسليم بكل ما يقوله القائد..واعتبار الوطن والقائد شيئا واحدا. ورأى أن الانتصار الحقيقي لأى حكم شمولي لا يتم باستئصال معارضيه جسديا أو بزجهم في السجون فقط بل بتغيير ما يدور في رؤوسهم من أفكار وإحلال أفكار ملائمة محلها وهذه الطريقة..(طريقة الإذلال وإنزال الألم ) _مطلوبة أحيانا _ والعمل دائما على إشعار الناس أنهم فى حالة حرب (الحرب على الإرهاب!!) ومن ثم تتهددهم الأخطار التى تجعل من تسليم كل السلطات(التفويض!!) لحفنة صغيرة من الناس أمرا طبيعيا وشرطا محتوما للبقاء على قيد الحياة..

    لم يتم التعامل مع مقال تشومسكى بالاهتمام المناسب وهى طريقة معروفه لصرف الانتباه…تماما كما حدث مع موسوعة العلامة د/المسيرى (اليهود اليهودية الصهيونية)..إذ لم تتناولها اى جهة بحثية عالمية بتعليق أو دراسة تتناسب مع قيمتها وضخامتها وأهمية موضوعها ..ونظرية اقتله بالصمت مشهورة وقديمة ..لكنها قد تخيب أحيانا .

    تشومسكى فى مقالته المرعبة اعتمد على ما ذكر أنه وثيقة مجهولة المصدر عنوانها (الأسلحة الصامتة لحرب هادئة) ذكر فيها عشر بنود تحكم الحالة الإعلامية الهادفة الى السيطرة على الجماهير الغفيرة.وأنا هنا انقلها كما وردت فى المقال الذى نشر من عامين ..وعلى الرغم من اهتمامي القديم بكل ما يكتبه ذلك اليهودى النبيل إلا أننى ما شعرت بأهمية هذا المقال إلا الآن…ضمن ما تحمله هذه الفترة العصيبة التى نمر بها ويمر بها الوطن العظيم من أحداث جسام..ذلك أن دور الإعلام خلال الشهور الماضية فى تحريك الناس وتوجيههم على وجهة معينة كان غير عادى بالمرة..يمكننا القول أن الإعلام كان هو كل شيء في كل شيء .كل ما سبق 30/6 و 3/7 .. وما يجرى الإعداد له الآن هو فى حقيقته إعلاميا بحتا ..

    وسنرى من خلال الاستراتيجيات العشر هذه كيف سارت بنا الأحداث الماضية وكيف ستسير بنا خلال الفترة المقبلة..فالأمر يبدو انه يعد له إعدادا جيدا إذا ما فهمناه على خلفية هذه الاستراتيجيات العشر

    الإستراتيجية الأولى :الإلهاء ..هذه الإستراتيجية عنصر أساسي في التحكم بالمجتمعات وضرورية أيضا لمنع العامة من الاهتمام بالمعارف الضرورية..حافظ على تشتت اهتمامات العامة بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقية. اجعل الشعب منشغلا منشغلا منشغلا دون أن يكون له أي وقت للتفكير وحتى يعود للضيعة مع بقية الحيوانات فى المساء ..

    الإستراتيجية الثانية :ابتكر المشاكل ثم قدم الحلول.. في البدء نبتكر مشكلة أو موقفا متوقــعا لنثير ردة فعل معينة من قبل الشعب حتى يطالب هو بنفسه بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. خذ مثلا: إترك العنف يتنامى ويزداد ..واترك الفوضى تتسع أو قم بتنظيم تفجيرات دامية حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حريته..تساءل أحد المفكرين يوما ما (لماذا لم يتم استدعاء الاحتياط المجندين وتكليفهم بمهام الشرطة بعد انهيارها فى 25 يناير إلى حين إعادة هيكلتها وتغيير عقيدتها العنيفة؟؟)

    الإستراتيجية الثالثة: التدرج.. لكي يتم قبول إجراء غير مقبول..يجب أن يتم تطبيقه بصفة تدريجية.إذا وضعت ضفدعة فى إناء به ماء بارد ورفعت درجة حرارته درجة درجة ..لن تشعر بالارتفاع التدريجى للحرارة ولن تقاوم..عكس إذا ما وضعتها فجأة فى نفس درجة الحرارة ..إذ سرعان ما ستقاوم وتنتفض .

    الإستراتيجية الرابعة: التأجيل .. وهي طريقة يتم الالتجاء إليها من أجل إكساب القرارات المكروهة القبول وحتى يتم تقديمها كدواء (مؤلم ولكنه ضروري) ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل على الناس من قبول تضحية حاضرة. لأن المجهود لن يتم بذله في الحين و لأن الشعوب لها دائما ميل لأن تأمل بسذاجة أن (كل شيء سيكون أفضل في الغد). وأخيرا يترك كل هذا الوقت للشعب حتى يتعود على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.

    الإستراتيجية الخامسة :مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار..تكون غالبية الإعلانات الموجهة لعامة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلف الذهني.تقوم الفكرة على أننا إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر فستكون لدى هذا الشخص ردة فعل مجردة من الحس النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردة فعل الطفل ذي الإثني عشر عاما.

    الإستراتيجية السادسة: استثارة العاطفة بدلا من الفكر استثارة العاطفة هي تقنية قديمة تُستعمل لتعطيل التحليل المنطقي وبالتالي الحس النقدي للأشخاص. كما أن استعمال المفردات العاطفية يسمح بالمرور إلى مربع اللاوعي بسهولة حتى يتم زرعه بأفكار و رغبات ومخاوف و نزعات وسلوكيات مطلوبة.و اللعب على أوتار حب الوطن و التضحية بالروح والدم من أجل الوطن وكل هذه المسبوكات اللفظية التى يتم تسيير الأمور عكس مرادها تماما.

    الإستراتيجية السابعة: إبقاء الشعب في حالة جهل وحماقة والعمل دائما بطريقة تبقى على الهوة المعرفية التي تعزل الطبقات السفلى عن العليا ..وغير مفهومة من قبل الطبقات السفلى والقول دائما ان الصورة اوضح لدى القيادة.

    الإستراتيجية الثامنة: تشجيع الشعب على استحسان الرداءة والابتذال وأنه من(الرائع)أن يكون غبيا همجيا وجاهلا..لاحظ موجة الأفلام الأخيرة ومفرداتها وحوارتها ..وبالرجوع لكتاب الراحل محمودعوض عن الموسيقار عبد الوهاب وما ذكره عن تطور الأغنية (كلمة ولحن) عبر القرن الماضى سنجد كيف هو الارتباط الواضح بين الرقى السياسى والرقى الفنى والعكس صحيح.

    الإستراتيجية التاسعة :تعويض الرفض والثورة بالإحساس بالذنب وجعل الفرد يظن أنه المسئول الوحيد عن تعاسته وأن سبب معاناته تلك.. هو نقص معيب في ذكائه وقدراته أو مجهوداته.

    الإستراتيجية العاشرة: تقوم على فكرة معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم ..خلال الخمسين سنة الماضية تقدمت الدراسات المعنية بذلك بدرجة مذهلة وحفرت التطورات العلمية هوة لا تزال تتسع بين المعارف العامة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النخب الحاكمة وأجهزة المخابرات .وبفضل علوم بيولوجيا الأعصاب وعلم النفس التطبيقي توصلت الأنظمة إلى معرفة متقدمة للكائن البشري… طبيعيا ونفسيا وأصبح هناك قدرة تامة على معرفة الفرد المتوسط أكثر

    مما يعرف نفسه وهذا يعني– في أغلب الحالات – امتلاك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم..

    وهكذا يا إخوتى تسير الأمور وقديما قال أبو العلاء المعرى :تلو باطلا وجلوا صارما **وقالوا صدقنا قلنا نعم.

    وألزم أبو العلاء نفسه وألزمنا بما لايلزم ..غير أننا يا إخوتي أمام احد اختيارين :

    إما أن نكون (مثالا) ثوريا فى عملية تاريخية قد تطول قليلا تنتج لنا وطنا كريما وشعبا عظيما وسلطة تخدم الاثنين خدمة الأجير للمالك .

    وإما أن نكون (أمثولة) ثورية.. يحكونها للناس ضمن حكايات الأحلام الضائعة والخيبات الأليمة..عن سلطة قاهرة وجماهير

    تبعها مرتاحة إلى جهلها وأفكارها البسيطة وخوفها

    المصدر : رسالة بعثها المدعو هشام الحمامي إلى سعد ألدين عندما كان على رأس الدبلوماسية almaghribiya وذلك بتاريخ 20 أكتوبر 2013

  • المغرب : أحمد الريسوني وجريمة اغتيال عمر بن جلون

    المغرب : أحمد الريسوني وجريمة اغتيال عمر بن جلون

    أحمد الريسوني اغتيال عمر بن جلون الحركة الإسلامية المغربية الشبيبة الإسلامية

    جريمة اغتيال عمر بن جلون
    في « ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية »
    محمد العمري
    امتدت يد الحقد الأعمى لتغتال الشهيد عمر بن جلون على الساعة الثالثة والنصف من يوم الخميس 18 دسمبر 1975. تولى تنفيذ الجريمة أعضاءُ خلية من الخلايا العمالية للشبيبة الإسلامية التي أسسها عبد الكريم مطيع أوائل السبعينيات. كانت هذه الخلية واحدة من الخلايا التأديبية التي كانت الشبيبة الإسلامية تعتمدها في الاعتداء الجسدي على خصومها، على نمط تنظيم الإخوان المسلمين المصري الذي استنسخه مطيع مرجعياتٍ وتنظيما. كان أكثر أعضاء الشبيبة يسمعون بوجود هذه الخلايا، ولكنهم يدعون الآن أنهم لا يعلمون عنها شيئا، إذ كان اتصالها المباشر برئيس الحركة. (هذا ما يقولونه، والحال أن وظيفة لخلايا ظلت تنجز حتى بعد حل الشبيبة الإسلامية حيث شاهدنا الصُّناع والحرفيين يهاجمون الطلبة في الحي الجامعي بفاس و وجدة، ويعتدون على الطلبة حتى أواخر العقد الثامن وأواخر التاسع من القرن الماضي بمساهمة خلايا العدل والإحسان) .

    تتكون الخلية التي اغتالت المرحوم عمر بن خلون من: سعد أحمد، ومصطفى خزار، وعمر أوزوكلا، ومحمد حليم، وآخرون. كان محمد حليم مسؤولا عن هذه الخلية إلى أن حان موعد اغتيال عمر بن جلون فأخَّره عبد الكريم مطيع ووضع مكانه رجلَ ثقته عبد العزيز النعماني. يقول العربي العظم، وهو الذي كان مسؤولا عن القطاع العمالي للشبيبة الإسلامية: « لم يكن عبد العزيز النعماني خاضعا تنظيميا لأحد، فقد كان تابعا لعبد الكريم مطيع فقط. ولا أحد كان يعرف العلاقة الخاصة التي كانت بينه وبين مطيع ». (ذاكرة 2/52).
    ويفهم من كلام آخر للعربي العظم أنه ليس وحده الذي لم يكن يعلم بتدبير الجريمة، بل لم يكن يعلم بها حتى الرجل الثاني في التنظيم، أي إبراهيم كمال، بدليل أن مطيع تظاهر بعزل النعماني عن تسيير الخلية أمامه وعاد فنصبه في غيبته. (نفسه). غير أن هناك ما يشير إلى عكس هذا الاستنتاج، من ذلك أن مطيع استطاع إلجام إبراهيم كمال و »قطع لسانه وشل حركته » إلى الآن بمكالمة تلفونية واحدة عندما أحس أنه سيحل محله وهو في منفاه، فهذا يدل على أنهما « دفناه معا »، كما يقول المثل؛ بين الرجلين سر تقطع له الرقاب، ولذك لزم الرجل داره.

    يقول العربي العظم: عندما أسندت مهمة قيادة خلية الاغتيال للنعماني « بدأت عملية الشحن ضد اليساريين، وضد عمر بن جلون بشكل خاص. ولما تمت عملية الشحن جاءت تعليمات لتنفيذ العملية. وظلوا شهرا كاملا يترصدون عمر بن جلون. فكان، كما حكى لنا بعض » الإخوة بعد خروجهم من السجن، كالرجل المصروع: يتكلم وحده طوال اليوم، ولا يفتر عن الحركة. فيجلس إليه عشرات الاتحاديين في المقهى، فينصرف فوج ويأتي فوج. وكان لا يمل من الحديث والتعبئة والتأطير ». (3/53).

    نترك للقارئ اللبيب مهمة استنتاج ما يريد استنتاجه من كلمة « الإخوة، ونتساءل: ما هو محتوى الشحن الذي تعرضت له الشبيبة الإسلامية لدرجة إقدامها على قتل الزعيم الاتحادي بتلك الطريقة البشعة في الشارع العمومي؟ الجواب من ذاكرة الإخوة أنفسهم.
    عندما سئل عبد الجليل الجاسني ـ من نشطاء الشبيبة ـ عن أثر خبر اغتيال عمر بن جلون عليه وعلى من معه، قال:
    « في تلك الفترة كان الصراع مع اليسار محتدما… والنفَس الذي كنا نُغذى به، في تلك المرحلة، هو الدفاع عن الفكرة الإسلامية ضد اليسار الذي كان شرسا في مواجهته للإسلام… » (ذاكرة 1/12).

    وعندما أعيد عليه السؤال قال: « في البداية الأولى لم نُشغل بحادث قتله، كنا نظنه من اليسار الذين يواجهون الدين… ».

    هكذا كان الانتماء إلى اليسار تهمةً تبررُ القتل بعد أن توصم بوصمة مواجهة الدين. ولكي يستحق اليسار بدون استثناء هذه الصفة وذلك الجزاء قُرن بتهمة اليهودية، فهو نتاج يهودي. وهنا يتم القفز من الاتحاد الاشتراكي، إلى حركة 23 مارس، إلى حركة إلى الأمام « الكفر ملة واحدة ». يقول الأمين بوخبزة: « ..لم نكن نشغل أنفسنا بموضوع الاغتيال، بل بالعكس، في فترة من فترات الشبيبة الإسلامية، كانت هناك محاولة لإقناع المنتسبين .. بأن الخطر الداهم ضد الحركة الإسلامية، وضد العمل الإسلامي، وضد تنظيم الشبيبة الإسلامية، هو التنظيم الشيوعي الماركسي اللينيني. وخاصة منظمة إلى الأمام، ومنظمة 23 مارس، فهؤلاء كنا نعتبرهم مؤطَّرين من طرف اليهود (إبراهيم السرفاتي، وليفي أشكول، وأبراهم ليفي (كذا) ) … كانت عملية إقصائهم من الساحة، والعمل على استئصالهم، شيئا مستساغا بالنسبة إلينا، هكذا كُنا نُشحن.. ». (ذاكرة 2/23).

    وفي هذا الإطار الديني المتطرف، وداخل هذه الوصمة، بدأت الأساطير التحريضية المناسبة لشحن الجمهور الغيور على الدين. بدأ الحديث عن تدنيس المساجد، وإهانة المصحف، وهتك حجاب الأخوات… والظهور بمظهر المظلوم الغاضب لله، إلى آخر المنظومة. يقول ع. الجاسني: « كنا دائما في موقع الدفاع ضد الشيوعيين الذين كانوا يقتحمون المسجد، ويتغوطون فيه، ويدنسون المصحف، ويعتدون على الأخوات، وينزعون حجابهن… ». (ذاكرة 1/13).

    لم أتردد في نعت هذا الادعاءات بالأساطير لأنني عايشتُ مثلَها وخبرته في جامعة فاس. اعتنيت بتلك الأساطير، وحققت فيها من موقعي النقابي والسياسي، واهتمامي الصحفي، فلم أجد غيرَ السراب. قد يقع حادث فردي يتيم في مكان ما من شخص مختل، ولكنك كلما اقتربت من مصدر الأول للخبر كلما تهت في الظلام. وأنا أعلم بانشغالي الخطابي، وتتبعي لحجج الأصوليين أن الكثير من شيوخهم، في المشرق قبل المغرب، يصنعون أساطير وأخبارا وينتحلون روايات ويفتعلون وقائع يدعمون بها ما يريدون تبليغه، ولا يرون في ذلك حرجا ولا إثما، خاصة إذا استعملت ضد « أعداء الإسلام »، وهم كل من يختلف معهم، أو يهدد مصالحهم. ولماذا نذهب بعيدا ألم يفتعل المرشد العام للجماعة (مطيع) نفسُه وقائعَ من هذا القبيل معطيا المثال للمسترشدين به؟ يقول محمد الفقيه النايت، وهو من الستة الذين حلوا محل مطيع في تدبير شؤون الجماعة عند هروبه: « كان شغل مطيع الشاغل هو اليسار، وكأن الشبيبة الإسلامية لم تؤسَّس إلا لمحاربة اليسار، حتى إنه أمر سنة 1974 أحد الأتباع بإحراق حصير مسجد ثانوية محمد الخامس إحراقا جزئيا، ثم ألصقَه باليسار، ودعا إلى إضراب عام اختبر به قوة التنظيم الوليد، ومدى استجابته له. وقد تلت هذا الحادث اعتقالات محدودة في صفوف الإخوان ». (ذاكرة 3/124). وقد أجمل محمد الفقيه النايت ما يميز المرشد بقوله: « إن أهم ما يميز عبد الكريم مطيع…هو المكر والدهاء والخداع والكذب والحقد، وحب الرئاسة والميكيافيلية التي لا حدود لها ». (ذاكرة. 3/118). لله دره! لقد استخلص جِماع صفات طائفة من المكيافليين، غُلْفِ القلوب، المتاجرين بالدين؛ وكأنهم لا يخشون عاقبة ولا يرجون معادا.

    ذلك هو التفسير الذي سوغَ لأعضاء الشبيبة الإسلامية الملتزمين بخطها طعنَ عمر بن جلون بالسكين وشدخ رأسه بقضبان الحديد حتى الموت، وهو الذي سوغ لإخوانهم في القناعة.
    هذا هو التفسير الواقعي كما يتذكره أعضاء الشبيبة، ولكنه لم يكن مقنعا لفئات أخرى من المجموعات الإسلامية القريبة من الفكر السلفي السني، مثل جماعة التبليغ التي كانت بمثابة مشتل تزرع فيه الأغراس قبل نقلها إلى الميدان الحركي، كما يسمونه. كان أعضاء الشبيبة محرجين أمام شركائهم غير المتورطين معهم في جريمة القتل، ولذلك كان لا بد من البحث عن الشيطان ليتحمل عبءَ ما اقترفه الإنسان الظلوم الجهول. حين يُحرج المغربي ولا يجد تبريرا لجُرمه يقول: لعب بي الشيطان، لعنة الله على الشيطان.

    كانت المهمة سهلة، ذلك أن الشيطان كان يقبع في الغرفة المجاورة يراه المخططون ويَسمعونه، ويستشيرونه. ولأنه قال لهم: « إني بريئ منكم.. » ولم يف بوعوده في التستر عليهم، فقد لزم كشف أوراقه ولعنه أمام الملأ. هكذا هكذا كُشف النقاب عن دور المخابرات، لا كشريك بل كبديل يحمل الأوزار وحده. يذكر عبد الله بها أنه تحفظ في الانتماء إلى جمعية مطيع « نظرا لما كان يروج عن صلة الشبيبة الإسلامية بمقتل عمر بن جلون »، غير أن محاوره الذي سعى إلى استقطابه أقنعه بأن الأمر يتعلق بمؤامرة حاكتها المخابرات للتخلص من الحركة. (ذاكرة 2/53). وهكذا أدى الشيطان دوره.

    وقد عبر عبد الناصر التيجاني عن مدى الحرج الذي سببه اغتيال عمر بن جلون للجماعات الإسلامية غير المنتمية للشبيبة بقوله: « بعد أن وصلَنا خبر اغتياله بواسطة خلايا إسلامية، كما تردد في جريدة المحرر، أُحرجنا أمام الرأي العام الذي كان اليسار في ذلك الوقت هو ضميرَه العام الشعبي، فاليسار هو الذي كان يدافع عن الشعب، وكان يمثل القيم النبيلة، ويدافع عن الحقوق، ولذلك كان اغتيال عمر بن جلون ضربةً قوية للحركة الإسلامية. أما عن العلاقة مع الشبيبة فلم تكن لنا وقتئذ بها أية علاقة ». (ذاكرة1/82).

    وكان مطيع قد جرب، قبل كشف دور المخابرات، تقديم ضحية تنوب عنه وعنها، ولكنها تجاهلت عرضه. لم يكن كبشُ الفداء المقترح غيرَ مجموعة أخرى من الإسلاميين لا دخلَ لها في الموضوع. يقول الأمين بوخبزة، ولم يكن وقتها منتميا للشبيبة الإسمية: « وتم اغتياله، للأسف، بتلك الطريقة اللاأخلاقية. وأَعطى عبد الكريم مطيع تعليماته لبعض الشباب أن ينسبوا ما حصل إلى الآخرين، فسعوا إلى توريط مجموعة من الإخوة (الأستاذ إبراهيم بخات، والأستاذ محمد العربي الناصر، وغيرهم، والأستاذ أحمد الريسوني، والأستاذ محمد الدكالي، والأستاذ عبد اللطيف المراكشي). فتم اعتقال هؤلاء جميعا، وقد وقع البحث عني في تلك الفترة بحكم أني كنت أتردد على هؤلاء ». (ذاكرة 2/19).

    وقد تضررت « جمعية الدراسات الإسلامية » التي كان ينتمي إليها حين اعتُقل أفرادها بسبب ما نُسب إليهم من توزيع مناشير تبرر اغتيال عمر بن جلون.
    بعد فشل محاولة توريط الإخوة الأعداء تم التركيز على دور المخابرات دون أن يتم التبرؤ من القتلة، وهذه جزئية ينبغي تذكرها.

    الواقع أن الإعلان عن دور المخابرات لم يكن أكثرَ من قناع يسمح للمحرجين بالاستمرار في النظر في وجوه الآخرين المترددين والحديث إليهم بغض استقطابهم، وإلا فإن ممارسة أعضاء الشبيبة بكل أطيافهم، إلى تاريخ الانفصال سنة 1981، تدل على اقتناعهم بما فعلوا. ولذلك حزموا أمرهم للقيام بمهمتين: أولاهما، دعم القتلة، والوقوف بجانبهم أثناء محاكمتهم، والثانية، الهجوم على الإتحاد الإشتراكي بشراسة لا حدود لها:
    1ــ ففي دعم القتلة المجرمين يقول عبد الجليل الجاسني: « كانت المحاكمات تجري في [حي] الحبوس، وما كانت تمر محاكمة إلا ونحضرها، فيكون هناك تجمع كبير، ونتابع ما يجري ونشارك إذا ما دعت الضرورة، ونرفع شعارات، إلى أن جاءت مظاهرة 1980 التي قادها عبد الإله بنكيران » (ذاكرة.1/14).

    وقد نظمت هذه المظاهرة بعد صدور الحكم على عبد الكريم مطيع بالمؤبد. ضمت مابين ألفين وأربعة آلاف حسب تقديرات المشاركين. توافد أعضاء الجمعية للمشاركة فيها من الرباط وفاس وغيرهما. انطلقت من المسجد المحمدي مارة بجانب القصر الملكي وصولا إلى بنجدية حيث توجد دارُ مطيع. ولا شك أن عبد الإله بنكيران كان في غاية الحماس كعادته، إذ بُحَّ صوتُه قبلَ أن يَفرغ من كلمته. يقول الجاسني: « ولم يُعتقل، بحمد الله، أحدٌ من مجلسنا التربوي… ». (ذاكرة 1/15). الحمد لله واجبٌ على كل حال، ولكن لا بد أن يستعمل المرءُ عقلَه ليفهم ما وقع، سنحاول.
    2ــ أما الهجوم على الاتحاد الاشتراكي فقد بلغ لأوجه سنة 1977 بمناسبة الحملة الانتخابية التشريعية، فتعبأت الشبيبة الإسلامية ومن يدورُ في فلكها من الشيوخ الخُطباء للحملة ضد الاتحاد الإشتراكي. يقول محمد العربي بلقايد: « أعطيت لنا تعليمات للخروج في الحملة الانتخابية ضد الاتحاد الاشتراكي. وكان التوجيه الذي وصلنا يقول: إن الاتحاد الاشتراكي فيه قوم يفطرون في رمضان، ويسبون الله ورسوله، ولذلك فقد وجب الوقوف ضده ».(ذاكرة. 2/117).

    وقد استُعملت المساجدُ في هذه الحملة تحت سمع السلطة وبصرها. يقول بلقايد: « أذكر أنني في هذه الحملة الانتخابية تحدثت في المسجد الكبير في الحي الحسني، بعد صلاة الظهر أو العصر، في الموضوع… أذكر أنني رفعت الورقة الزرقاء، وكانت رمزا لحزب الاستقلال، وقلتُ لهم: صوتوا على هذا الحزب بدلا من التصويت على حزبٍ يسبُّ بعضُ أفراده اللهَ ورسولَه، ويفطرون في شهر رمضان جهارا ». (نفسه).

    يُرجع بلقايد هذا السلوك إلى ضعف الوعي السياسي، وتنفيذ أوامر قائد الحركة عبد الكريم مطيع. يبدو أن مطيع لم ييأس من شركائه في الجريمة، أقصد المخابرات، ولذلك سعى، في المرحلة الفاصلة بين الاغتيال والمحاكمة، إلى تقديم خدمات لها علها تثمر ولو براءة شخصية، وربما كان تشغيلُهم له من أسباب تأخير المحاكمة كل تلك السنوات، وتخفيف اليد في معاقبات تجاوزات أتباعه. إن الرجل يتحدث عن الخيانة في خطبة طويلة على موقعه، دون تحديد الجهة. وعندما صدر الحكم عليه بالمؤبد علم أن لا فائدة من الاستمرار في الخدمةٍ تغيرت استراتيجية الحركة، صارت تهاجم النظام نفسَه، وصار حال مطيع ينشد قول أبي فراس:

    معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمآن فلا نزل القطر
    يقول الأمين بوخبزة: « لم يكن الحديث إطلاقا عن النظام السياسي بشكل مباشر، ولم يقع هذا إلا في حدود 1980 لما حوكم عبد الكريم طيع بالإعدام في قضية بنجلون، وقتها سيتغير توجهه »(ذاكرة 2/23).

    كان الهجوم على الاتحاد الاشتراكي ــ وأوراقُه محروقة مع النظام ــ مضمونَ العواقب: النظام ساخطٌ، والاتحاد يضمد جراحه استعدادا لجولة أخرى، ولذك ساهمت في الحملة ضده كل الأجهزة السرية والعلنية من الحركة: شيوخها وشبابها، من على منابر المساجد وفي أقسام الثانويات ثم في مدرجات الجامعة وأحيائه السكنية. فالحركة كانت حركة معلمين وخطباء، تلاميذ وطلبة، مع امتدادات عمالية حرفية. حركة فعالة ولكنها هشة مكشوفة أمام النظام.
    ولذلك فحين اختار مطيع، دون استشارة أحد، مقارعةَ المخزن صار يهدد هذه البنية غير الجاهزة لأداء الثمن الذي تعودت حركة اليسار على أدائه عن رضى وطواعية نظرا لخروجها من رحم المقاومة وجيش التحرير. وقد صدق عبد الإله بنكيران عندما صرح مرة قائلا: نحن لسنا الاتحاد الاشتراكي، أو لا نريد أن نكون كما كان الاتحاد الاشتراكي، فهذا قول حق، التاريخ لا يسمح بذلك.

    يقول الأمين بوخبزة معبرا عن التساؤلات التي فرضها التوجه الجديد لرئيس الحركة: « ما الذي يريد مطيع منا؟ وهل يريد أن يدفعنا إلى المجهول؟ فقد استعديْنا اليساريين، واستعدينا النظام، واستعدينا العلماء، واستعدينا الجميع ».(ذاكرة. 2/25). وقتَها « تنادى الإخوان فيما بينهم »، واستدعوا « الشيوخ، وعلى رأسهم الشيخ محمد زحل، والشيخ برهون، والحاج علال العمراني، رحمه الله، .. » (نفسه). وتوالت الاجتماعات والاتصالات بمطيع لتنتهي بالانفصال عنه، والشروع في انتقاد مسلكه قبل الانتقال لتقويم شخصه.

    ويرد مرشد الجماعة بتخوين أعضاء شبيبته، فيتهم بعضهم بالاختلاس، ويتهم أكثرهم بالعمالة لأجهزة الأمن.
    من العناصر الخفية التي ظنت بها ذاكرة الإسلاميين عموما في المرحلة المذكورة، خاصة الشبيبة والدعوة والتبليغ، قضية التمويل الأجنبي. وإنما ظهرت مؤشرات ذلك في لحظة الخصومة وتبادل الاتهامات، فمطيع يتهم عبد الحميد أبو النعيم بحجب المساعدة الموجهة إلى مجموعة فاس (ذكر ذلك عبد الرحمن اليعقوبي, ذاكرة. 2/131). كما اتهم مجموعة فاس نفسها بالاستيلاء على مليون سنتيم كانت مرصودة لشراء آلة لنسخ المنشورات السرية. (ذاكرة. 2/134).
    يرى عبد الرحمن اليعقوبي أن مطيع تعامل في قضية المليون بخبث، فهو يعلم أنه وضعهم في مأزق: إما أن ينكروا أخذ المال، وهو ثابت في حقهم، وإما أن يكشفوا أنفسهم للبوليس. ويُعقِّب على ذلك: « وكان هذا في الحقيقة من مكر مطيع ودهائه، لكنه أيضا من عدم تورعه، وعدم خوفه من الله ». (ذاكرة. 2/134).

    يسمون تلك الأموال « أموال الدعوة »، لأنهم يأخذون طرفا منها تحت هذا البند من دول الخليج، وقد علمت كيفية ذلك عند عملي في الرياض. ومن هذه الأموال تسدد بطاقات السفر والحجوزات في الفنادق…الخ. وهناك طرف آخر يؤخذ تحت الطاولة من أجل مهمة محددة، خاصة من ليبيا. وكان مطيع في حاجة إلى تبرير تلك الأموال بالظهور في ساحة النضال. يقول محمد النايت: « كان يريد أن يقدمنا قرابين لمخططه الجهنمي، فنُعتقل نحن أو غيرُنا، ولا بأس أن يُقتل البعض منا، فمطيع بحاجة إلى شهداء يتغنى بهم، ومعتقلين يدافع عنهم في المحافل الدولية، ويبتز بهم الأموال الطائلة من الجهات الإسلامية المشرقية التي كانت تعطف عليه حتى يثبت للسلطات المغربية أنه ذو وزن على الساحة لا يستهان به، وأنه رقم يصعب تجاوزه ». (ذاكرة. 3/126).

    ***
    هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح على قارئ شهادات المجموعات الإسلامية في سياق اغتيال عمر بن جلون وما تلاه من تحولات في بنية تلك الجماعات، وهو تعامل أجهزة الأمن معها. فبالمقارنة مع القسوة التي عوملت بها الحركات اليسارية الماركسية، وما وقع من الأخذ بالشبهة والتكييف المتعسف لأمور بسيطة، بل طفولية أحيانا، من النطق بعشرات السنوات من السجن، يلاحظ تساهلٌ وتسامح لا حدود لهما مع التنظيمات الإسلامية السرية فيما تقوم به من توزيع للمنشورات وما تنظمه من مظاهرات. وقد كان ذلك يتم بقرار من الجهات العليا. يقول محمد الزروالي، من جماعة التبين: « انكشف أمر التنظيم، وأدركت السلطةُ أن الأمر يتعلق بإطار تنظيمي له رؤاه وهيكلته التنظيمية، وله مسؤولوه. وقد كان مقررا أن نحال على المحكمة، لكن اُستُبقي علينا في انتظار صدور أوامر وتعليمات من السلطات العليا للبلاد. وهكذا تم الإفراج عنا بتاريخ 16 شتنبر 1985 » (ذاكرة. 3/102).

    وكان مما جاء في أدبيات هذه المجموعة مما حجزته السلطة: « إن الدولة المغربية هي الوجه الثاني للاستعمار ». (نفسه. 3/101). وقد مرت كل الاعتقالات على هذه الشاكلة، وحمد الإخوانُ الله على الرفق بهم، في جميع الحالات. ولا شك أن هذا الحمد ناتج عن مقارنة النتائج المحصلة بالمقارنة مع اليساريين الذين سبقوهم إلى نفس المسار. ولسنا في حاجة للمقارنة مع المتابعات الحالية للتنظيمات السرية في إطار قانون الإرهاب.

    التفسير القريب لهذا السلوك هو أن « الجهات المعنية » بتطبيق القانون كانت تقوم بعملية تحقيق التوازن الطبيعي، فلا تجتث كل الأعشاب الضارة من الحقل ولا تبيد كل ما تعتبره حشرات طارة، آملة أن يقمع بعضها بعضا. كان مطيع بمكيافليته صالحا لضرب اليسار ميدانيا بعدما عجز فكريا، ثم صار المنشقون عنه صالحين لضربه هو وما تبقى معه من جماعته بعد أن قلب ظهر المجن للدولة وعوض الكتاب الأسود بالكتاب الأخضر، وشحن الأسلحة نحو المغرب بعد التمهيد بمجلة « المجاهد » التي طبعت في مطابع الكتاب الأخضر، كما استنتج بعضهم.

    ذهب مطيع بدون رجعة، ولكن مهمته لم تنته، كانت الدولةُ في حاجة إلى خِدمة تكميلية في الجامعة، لذلك يسرت السبيل لمن أراد القيام بها، وفي هذه اللحظة اكتشف مطيع علاقةَ بنكيران بالخلطي، وبنى عليها مقالة مقولاته في العمالة والخيانة. ولا اعتقد أن هناك عمالة ولا خيانة، بل هناك التقاء مصالح، كما وقع بين الإسلاميين والأمريكان في أفغاستان. وقد عشنا ذلك بالملموس في حرم جامعة محمد بن عبد الله بفاس حيث حوصر الحرم الجامعي ذات يوم من جهاته الأربع بحوالي 1600 من أعضاء الجماعات الإسلامية حسب تقرير قدم في اجتماع مجلس الكلية ومجلس الجامعة. حاصروا الحرم الجامعي بعد أن صلوا صلاة الفجر بظاهر باب فتوح، قبالة ظهر المهراز، تحت سمع وبصر كل أجهزة الدولة. كان هؤلاء المهاجمون قد توافدوا على المدينة من كل جهات المغرب، من وجدة والراشدية ومن أبعد منهما، واستقروا في البيوت في أحياء فاس جماعات؛ يدخلون ويخرجون ويتبضعون أمام أجهزة الأمن. أحكموا الطوق على الجامعة حتى لا يُفلت أحد من قبضتهم، في حين كانت قوات الأمن ترابط بالمداخل والمخارج. ثم هجموا، فشتتوا الطلبة تشتيتا. وحين تأكدت قوات الأمن من أنهم أدوا المهمة المنوطة بهم، وأَخرجوا المبحوثَ عنهم من مخابئهم تحركت وراء الفارين من اليساريين لاعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة. وفي هذه اللحظة وجدوا مجموعة صغيرة بظهر كلية الآداب تؤدي ركعتين شكرا لله قبل أن تذبج الطالب جرير أحد المبحوث عنهم، وكانوا قد شوهوا وجهه بأدواتهم الحربية. هذه هي الرواية الرسمية التي قُدمت في مجلس الكلية من طرف مسؤول كبير كان يرقب الوقائع من بالكون منزله في الطابق الثالث. وقد ذكر من حضر تلك اللحظة أن المغيرين على الجامعة تركوا في الميدان سيوفا لا يُصدق ما ذُكر من طولها وتنوع أشكالها، منها سيف برأسين.

    في هذا السياق شَدخت مجموعة من طلبة العدل والإحسان رأس الطالب المعطي بوملي بجامعة وجدة سنة1991 بعد أن اقتادوه من قاعة الدرس على مرأى ومسمع من أستاذه وزملائه الطلبة، وقد احتفلت بهم الجماعة بعد خروجهم من السجن سنة 2009 احتفال الأبطال. وقد كتبتُ بعد الحادثة مقالا تخييليا في الموضوع بعنوان: محالمة الشاقور في رثاء طالب بِ »القدس الغربي »! نشر بجريدة الإتحاد الاشتراكي يوم18/02/1992.
    جئت إلى كلية الآداب بفاس يوم الهجوم عليها حوالي الثامنة إلا ربعا صباحا، كان مدخل الجامعة خاليا من المارة على غير عادته. عندما اقتربتُ من باب الحي الجامعي انتصبَ ضابط من الأمن بجانب الطريق مشيرا علي بالتوقف، حسبت أنه مجرد نوع من التحرش بالأساتذة والجسارة عليهم كنا قد رفضناه، فتجاهلته ومضيت، وعندما وصلت المدخل الخلفي لكلية الآداب، باب المكتبة، وجدت نفس محاطا بكتيبة الملشيات حوالي تسعة أفراد عصبوا رؤوسهم بحزام أبيض كتبت عليه عبارة الله أكبر، إلا وحدا فكانت بلون مغاير أسود أو أصفر، لا أذكر. لعله أميرهم. اعتصمت بسيارتي مناورا ووليت الأدبار.

    ***
    خاتمة

    استفدنا مادة هذا العرض من شهادات مجموعة من المنفصلين عن الشبيبة الإسلامية، ومَن كانت لهم بها صلة أو اتصال قبل القطيعة مع مطيع كما جاءت في الحوارات التي أنجزها بلال التليدي ونشرت في جريدة التجديد. وقد وضع بعضهم مسافة من الأحداث، خاصة من لم يكونوا منتمين للحركة حين ارتكاب الجريمة. وهذه المسافة منعدمة عند المنفذين للجريمة وعند من بقي مع مطيع، ولذلك لا فائدة من الاهتمام بكلامهم. خاصة الروبوت المدعو خزار. الذي يعترف بممارسة القتل ولا يجد اللسان الذي يعتذر به لعائلة القتيل رغم إلحاح من استجوبوه. وهو لا يتحدث لا عن مخابرات ولا عن غيرها. وهو يبدو الآن كحشرة جافة عالقة بشجرة ميتة. ويرى أن الاتحاد الاشتراكي ضخم المسألة، فعمر بن جلون كان سيموت ولو بحادث سيارة مثلا. وبهذا المنطق فإن كل الناس الذين يركبون السيارات أو يسيرون في الطرقات التي تمر منها مباحون له.

    أذكر أن ظروف الاعتقال سنة 1979 حكمت بأن تكون زنزنتنا نحن النقابيين مقابلة لزنزنة هؤلاء القتلة في الحي الأوروبي بالسجن المدني. التقينا بهم مرة أو مرتين؛ هم عائدون من الاستراحة ونحن خارجون لها، وكان واحد منهم جالسا بكنبة في الرواق، قيل إنه مريض، لعله شيخهم كمال إبراهيم. وكان أحدهم يلصق فمه بثقب الباب ويؤذن، فكان يرد عليه أحد الإخوة، القرني، رحمه الله، وكان يعاني من مرض عضال: « وا ما خصكم غير الصلاة ألمجرمين! ومرة قلد معه الأذان قائلا: الللله يلعن… »، فجاء صوت الحارس متوعدا للطرفين، فكف عنهم.

    وعندما ذهبت مرة إلى مصحة المستشفى بسبب إسهال حاد وجدت أحدهم هناك، فتقدم نحوي قائلا: الأخ من النقابيين…؟ رددت بالإيجاب في غير اهتمام. قال: « المحامون ديالكم رفضوا الدفاع عنا،… هذه هي الديموقراطية.. أو هذه هي العدالة؟ »، شيء من هذا القبيل. قلتُ له، وهذا أتذكره جيدا: « لو كنتُ مكانك لما فكرتُ لا في الدفاع ولا في المحاكمة، سأفكر في اليوم الذي ألقى فيه وجه الله، فيسألني عن قتل نفس بغير حق، من أنتم قضاة؟ …الخ. نظر إلي مشدوها مليا، ثم انصرف. كان وجهه أبيض ممتلئا، وحنكه منتفخٌ بسسب التهاب ضرس.

    المراجع:
    ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية. إنجاز بلال التليدي. طوب بريس. 2008. مجموعة حوارات، في ثلاثة أجزاء.

    موقع الشبيبة الإسلامية على الأنتيرنيت.

    المصدر 

    أحمد_الريسوني #اغتيال_عمر_بن_جلون #الحركة_الإسلامية_المغربية #الشبيبة_الإسلامية #


  • المغرب دائما في صدارة الدول المنتجة والمصدرة للقنب الهندي

    المغرب دائما في صدارة الدول المنتجة والمصدرة للقنب الهندي

    المغرب القنب الهندي

    الجزائرالآن _لم يحمل تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2022، أي جديد، حيث جاء فيه بأن المغرب يتصدر الدول الرئيسية لمنشأ وتصدير القنب الهندي.

    وحسب التقرير، فإنّ المغرب يعتبر أول بلد إفريقي من حيث أهمية زراعة القنب الهندي خلال العقد 2010-2020، مشيرا إلى أنّه من الصعب تقدير المساحة العالمية المزروعة بالقنب الهندي.

    وتجري معظم عمليات تهريب القنب الهندي من المغرب إلى إسبانيا ومن أفغانستان إلى بلدان أخرى في غرب آسيا، كما يتم توجيه القنب الهندي المغربي أيضا إلى بلدان أخرى شمالي إفريقيا، بحسب التقرير.

    وتسير هذه التجارة من المغرب إلى ليبيا ثم إلى مصر عبر الساحل. كما يتم نقل القنب المغربي عبر البحر الأبيض المتوسط، فيما لا تزال مضبوطات القنب الهندي متركز في شمال إفريقيا وأوروبا الوسطى، وهما تشكلان منطقة واحدة لإنتاج هذا المخدر والاتجار به واستهلاكه. مما يمثل ما يقرب من 60 % من المضبوطات العالمية خلال فترة 2016-2020

    يذكر أنه في منطقة الريف حيث يزرع معظم القنب الهندي في البلاد أصبحت الزراعة غير القانونية كثيفة بشكل متزايد ما أدى في العقود الأخيرة إلى زيادة الضغط البيئي على نظام بيئي هش أصلا.

    زاد الأمر سوءا بإزالة الغابات وندرة المياه وفقدان التنوع البيولوجي، كما أن الزراعة المكثفة لهذا النوع من المخدرات قد حولت المنطقة إلى أكبر مستخدم للأسمدة ومبيدات الحشرات في القطاع الزراعي.

    المغرب #القنب_الهندي#

  • الكونغرس يقيد برنامج التعاون مع المغرب

    الكونغرس يقيد برنامج التعاون مع المغرب

    مجلس الشيوخ الأمريكي الكونغرس الصحراء الغربية المغرب

    فرضت لجنة الاعتمادات المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي (الكونغرس) ثلاثة شروط جديدة على وزارة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بمعاملة قضية الصحراء الغربية كإقليم مستقل عن المغرب، متجاهلة الادعاءات التوسعية للمملكة.

    كما تناولت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ مؤخرا مسألة الصحراء الغربية، في إطار تقديم مشروع قانون الاعتمادات المخصصة لوزارة الخارجية الأمريكية لعملياتها الخارجية، واضعة ثلاثة شروط.

    كما أوضحت اللجنة في المذكرة التفسيرية لمشروع قانون الموازنة، أنها تتعامل بشكل منفصل مع مسألة الصحراء الغربية دون أن تذكر المملكة المغربية على الإطلاق، وبذلك تنضم إلى القرارات القضائية لمحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي التي اعتبرت إقليم الصحراء الغربية منفصلا عن المغرب. كما حثت اللجنة، وزير الخارجية على تعزيز إنشاء آلية للمراقبة والإبلاغ بشأن قضية حقوق الإنسان داخل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.

    وأوصت اللجنة نفسها بعدم استخدام أي من الأموال المخصصة أو المتاحة بموجب قانون الاعتمادات 2023 أو القوانين السابقة، لدعم بناء أو تشغيل قنصلية أمريكية في الصحراء الغربية.

    كما دعت لمواصلة بعض البرامج التي تهدف إلى تحسين التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية وغيرها من أشكال الم ساعدة في الصحراء الغربية، وطلبت من وزير الخارجية التشاور مع لجنة الاعتمادات بشأن الاستخدامات المقصودة لهذه الأموال.